[ و إذ واعدنا موسى ثلاثين و أتممناها بعشر فتم ميقات ربّه أربعين ليلة ] الأعراف .
ما فائدة فصل الثلاثين ليلة عن العشر ، أليس من المفروض يذكر لنا القرآن أربعين ليلة و خلاص ؟
أصلا ما فائدة أن يذكر لي القرآن هذا الكلام سواءا وُوعد موسى أربعين ليلة أو ثلاثين ؟
أكيد أن أي كلام ذُكر في القرآن له مغزى و سبب .
عند البحث داخل القرآن نجد أن بني اسرائيل قد تم ميعادهم ، لكن المذكور أن موسى قد تعجّل لميعاد ربه قبل ميعاد قومه :
[ یَابَنِي إِسۡرائیل قَدۡ أَنجَیۡنَاكُم مِّنۡ عَدُوِّكُم وَواعَدۡناكُمۡ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلۡأَیۡمَنَ وَنَزَّلۡنَا عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلوى - كُلُوا۟ مِن طَیِّبَـٰتِ مَا رَزَقناكُمۡ وَلَا تَطۡغَوا فِیه فَیَحِلَّ عَلَیۡكُمۡ غَضَبِی وَمَن یَحۡلِل عَلَیۡهِ غَضَبِی فَقَد هَوَى - وَإِنِّی لَغَفَّار لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحࣰا ثُمَّ ٱهۡتَدَى - وَمَا أَعۡجَلَكَ عَن قَوۡمِكَ یاموسَى - قَالَ هُمۡ أُو۟لَاء عَلَى أَثَرِی وَعَجِلتُ إِلَیۡكَ رَبِّ لِتَرۡضَى ] طه .
القرآن يذكر أن موسى قد تعجل عن قومه ، بمعنى أنه وصل لميعاد ربه قبل قومه .... و عند ربط هذا مع الآيات السابقة فإن هذا يعني أن ميعاد موسى كان ثلاثين ليلة و هو قد تعجل في عشرة أيام فأصبح كل الميقات أربعين ليلة .
المهم هنا ، ما هو سبب هذا الميعاد و لماذا بالضبط كان الميعاد على ثلاثين ليلة ؟
عن البحث داخل القرآن .. نجد أن موسى قد أتاه الله الفرقان :
[و لقد آتينا موسى و هارون الفرقان و ضياءا و ذكرا للمتقين] الأنبياء .
[و لقد آتينا موسى الكتاب و الفرقان لعلّهم يهتدون] البقرة .
فهل كان الميعاد من أجل أن يؤتى موسى الفرقان ؟ و ما معنى الفرقان ؟
كلمة "فرقان" مصدرها " فرق ، يفرق ، فرقانا " ، و ضد كلمة الشيئ المفروق هو الشيئ المجمول و المجموع .. بمعنى أن الفرقان الذي أوتي لموسى من خصائصه أن شيئ مفروق غير مجمول و مجموع و مرتب .
عندما نقرأ القرآن نجده عبارة عن قراءة تحوي جمل نطلق عليها تسمية آيات ، و من خصائصها أنها غير مرتبة ... فعندما تقرأ القرآن تجد مثلا أن جزء من قصة موسى مذكور في سورة البقرة و الآخر مذكور في سورة الكهف و أجزاء أخرى مندثرة في سور أخرى .. فتحسه و كأنه كلام كتب في صفحات مندثرة هنا و هناك .
[ لَا تُحَرِّك بِهِ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِ - إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُ وَقُرۡءَانَهُ - فَإِذَا قَرَآنَهُ فَٱتَّبِع قُرۡءَانَهُ - ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُ ] القيامة .
كلمة "قرآن" كما ذكرنا في مقالات سابقة هي كلمة مذكرة عن كلمة "قراءة" المؤنثة ... فالقرآن يعترف بكلمة قراءة بصيغة مذكرة ... كالتالي :
هذا قرآن = هذه قراءة .
هذا قرءانه = هذه قراءته .
جمعه و قرءانه = جمعه و قراءته .
فاتبع قرءانه = فاتبع قراءته .
إذا الآيات تتحدث عن قراءة و كما هو معروف فإن القراءة لا تكون إلا من شيئ مكتوب .. و تطلب من المخاطب أن لا يعجل بقراءته و تذكر عبارة " إنا علينا جمعه و قرءانه" و نضع خطين تحت كلمة "جمعه" .. الجمع هي عملية تخص ترتيب و جمل الشيئ المندثر .. و هو ما ينطبق بالضبط مع القرآن الذي من خصائصه أنه كلام مفروق في كلامه .. فهل الآية تتحدث عن كتاب مفروق ؟
[ تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا] الفرقان .
هل الفرقان الذي أنزل على موسى هو نفسه الفرقان المذكور في الآية السالفة ؟؟
أكيد أن وصف الفرقان يخص شيئ واحد فالقرآن دقيق في وصفه ..
[ شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ القُرءَانُ هدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّناتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَى وَٱلۡفُرۡقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡه وَمَن كَانَ مَرِیضًا أَوۡ عَلَى سَفَرࣲ فَعِدَّة مِّنۡ أَیَّام أُخَر یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَى مَا هَداكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ] البقرة .
الآية تذكر أن القرآن نزل في شهر رمضان و تذكر أنه نزل من شيئ وصف بالهدى و الفرقان ؟ فهل الفرقان هذا هو نفسه الفرقان الذي أوتي لموسى ؟
كما هو معروف فإن الشهر هو ثلاثين يوم = 30 نهار + 30 ليلة ... فهل هذا يبرر سبب ذكر القرآن لميعاد الله لموسى ثلاثين ليلة بشكل مفصّل و ملفت للإنتباه ؟
[قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس بكلامي و رسالاتي فخذ ما أتيتك و كن من الشاكرين ] القرآن الكريم
كلّمه الله بلسان عربي ، و اتاه الفرقان مكتوبا يقرأ بلسان عربي فيه رسالات لرسل يظهرون من بعده .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق