في عز ما كانت الناس لا تشاهد شيئا ، كانوا يتجمعون حول شاشات السينما أو ليلا ليشاهدوا مثل هكذا فيلم لرجل الكوبوي .. كان اللون الأبيض و الأسود المنتعش بفقاعات الدخان التي تتصاعد من هذه الشخصية الشيطانية تمثل للشباب و المراهقين وقتها قمة مفاتن الرجولة .. لم يكن يعلم مهووسو هذا الفيلم الرجيم أن الدخان الذي يتصاعد من بندقية أفلام الووستارن هو سجائر الدخان الذي أصبح يحتنكه ملايين البشر بسبب هذا الفيلم .
البندقية التي كان يوجهها الكوبوي وتظهرها كاميرا الهوليود أنها موجهة نحوك هي في حقيقتها موجهة نحوك ، فلقد ساهم هذا الفيلم مثل باقي أفلام رعاة البقر من اصطياد شريحة واسعة من الأبقار عندنا و الذين إلى اليوم يرون أن مفاتن الرجلة هي احتناك سيجارة ابليس ... و إلى اليوم مشاهد السيجارة و الولاعة تجعل ناقص الرجولة يراها في ذلك الدخان و تلك الجمرة .
الثقافة هذه انتشرت و غزت الفن العربي ، فلا بأس وقتها أن يظهر شخصية تمثل دور الكاتب أو الأديب المصري يمسك سيجارة باليسرى و قلمه أو كتابه باليمنى ، و لا بأس كذلك وقتها أن تظهر امرأة تفرغ عواطفها لسيجارة .
لقد سقط هذا الدخان الرجيم بكربونه عاجلا غير أجل :