هناك بعض العادات يحب اجتثاثها و لا نعرف من أين جاءت هذه السوس التي تنخر المجتمع بإسم تقاليد و عادات ..
قرأت كل القرآن لم ألقى و لا آية تقول أنه قبل الزواج تشترط المرأة على الرجل مبلغ معين أو ماديات معينة كي يتزوجها .. على فكرة الموضوع هذا ليس موضوع عادي لأنه من أكثر الأمور التي تقتل الثقة بين الزوجين و تجعل رابطتهما مرتبطة بمبلغ من المال أو الماديات .
المنطقي و العقلاني و الفطري أنّ الرجل هو الذي تكون عليه قوامة البيت من مأكل و ملبس و مشرب و معيشة وهذا فيه خير و بركة و يكفي ... إذا كانت المرأة خائفة على نفسها من هذا الرجل قبل أن تتزوج به من ناحية الأمور المادية فلها الحق أن ترفضه ، لأنه إذا كانت قبل الزواج و مدة الخطوبة ترى فيه خبث النية فهذه مصيبة ... فإذا كانت ثقتها منعدمة فالأفضل أن لا تتزوجه خالص .
القرآن يذكر إسم "صدقاتهن" و مصدر الكلمة هو الصدقة ، و معروف أن الصدقة ليست جبر بل هي شيئ خاضع للإختيار .. و الآية ذكرت بالشكل التالي :
[ و اتوا النِّساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيئ فكلوه هنيئا مريئا ] النساء .
الحقيقة أن القرآن يتعامل بأسلوب فطري و سلس .. فالبعض عندما يقرأ الآية يتساءل عن سبب ذكرها لصدقاتهن نحلة، ثم تقرن الأكل الهنيئ المريئ بهذا الصداق .. و السبب في هذا أن الآية تحاول أن تشير إلى أن الفطرة الأولى للناس كانت تقتضي للرجل أن يقدم من مايستطاع تقديمه من ماتنتجه النحلة كصدقة و هدية للمرأة التي سيتزوج بها ، و إن سمحت المرأة أن يأكل الرجل من العسل المقدم فلا جناح عليه .
لو تلاحظ معي في آية خلق النحل أن شكلها هو بلون أصفر ذهبي و عليها خطوط دائرية تشبه شكل الخواتم في الإصبع .. و هذا من دلائل الخالق لكون الناس الفطرية كانت تقدم مع خاتم الزواج عسل النحل كهدية .
يمكنك أيضا رؤية خلية النحل التي تراها تشكل أشكال خواتم .
من ما تستخلصه أيضا أن النحل عندما يقوم بإنتاج العسل فإنه لا يطلب أي مساعدة و لايحب من يقترب من عسله إلا إذا أكمل إنتاجه ، ثم تترك الناس تأخذ عسلها كهدية مقدمة ، و هذا أيضا يتلائم مع كلمة نحلة التي تعني الهدية ، فالنحل هو في خلقه و سبب تسميته بهذا الإسم تعليل كونه مقدم هدايا ... و هذا تدليل آخر على أن كلمة نحلة بمعنى هدية و الهدية لا تكون بالشرط و الجبر .
عرفتم الآن من أين جاءت عبارة "شهر العسل" ... و على المرأة أن تعرف كذلك أن الزواج مسؤولية و لها مسؤوليتها كذلك و لها في دور ملكة النحل داخل الخلية خير دليل .
أساس الزواج هو الرضى و الثقة و ليس الماديات التي أصبحت اليوم عائقا يعيق الشباب عن تأسيس ديارهم ... و يصدق على هذا المثل الذي يقول "دار رجال خير من دار المال" ..فالرجل الذي يكون على الثقة و يوفر لأهله العيش الكريم يُشترى و لا يشترط عليه ، أما من كان مرتاح ماديا و أتى زوجته المبلغ الذي يريده كهدية فهذا يرجع له كزيادة خير و ليس كشرط محتم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق