الأحد، 1 مايو 2022

كتاب مرقوم في سجّين

 ▪︎ كتاب مرقوم في سجّين ؟! ▪︎


تدبّر في أنّ القرآن الكريم هو قراءة قديمة تحمل نبؤات تتحدث عن ما يحدث في المستقبل .. فأوّل شيئ يعتمده هذا الخطاب للحفاظ على نبوءته هو استعمال مصطلحات وصفية بحسب الفهم القبلي لما يرى .. بمعنى أن المصطلحات الوصفية للظواهر و الأشياء المستحدثة و التي لم تكن موجودة في فترة نزول القرآن ستعتمد على أسماء بسيطة مشابهة لما تم استحداثه في الزمن المُتنبّأ به ... مثلا في فترة نزول القرآن لم تكن هناك سيارات و في وقتنا الحالي يوجد هناك سيارات ، فالقرآن في وقت نزوله لو يصف السيارات سيسميها خيول ابليس مثلا نظرا لكونها تؤدي دور الخيل في التنقل لكنها تفسد في الأرض بسبب الحوادث و التلوث ..الخ ، أما إسم السيارة فنحن من أطلقنا عليها اسم السيارة بعد نزول القرآن كونها وسيلة تستعمل للسير (سيارة ، تسير ، سير ) و كان يمكن أن تسمى بأي إسم آخر يتفق عليه الناس. 


كذلك بالنسبة لعدة آيات تصف واقعنا اليوم لكنها تصفه بحسب الوعي الذي كان متوفر وقت نزول نبوءة القرآن..فالهاتف أو الحاسوب مثلا لم يكن موجود وقت نزول القرآن و القرآن لن يذكر لك إسم حاسب أو كمبيوتر أو تلفون في خطابه إنما يعتمد على العبارات أو المصطلحات الأقرب لوصف هذه الأشياء .


الآن لو نأخذ الخطاب الآتي :

《 كلا إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين • و ما أدراك ما سجّين • كتاب مرقوم 》المطففين .


يجب أن نذكر بأن كلمة "كتاب" حسب لسان القرآن العربي الأول لا يقصد به الكتاب الذي نطلقه على مجموعة الأوراق التي بين دفتين (الكتب الورقي) ، إنما الكتاب حسب لسان القرآن هي كلمة يقصد بها "كتابة" التي نستعملها اليوم بشكل مؤنث .. فقديما قبل صدور الكتب الورقية كان يطلق على أي شيئ مكتوب إسم "كتاب" مثلما نحن اليوم نطلق على أي شيئ مكتوب إسم كتابة .


لذلك عندما نصرف الآية إلى الصيغة المؤنثة لكلمة "كتابة" التي نستعملها اليوم .. ستكون كالآتي :

( كلا إن كتابة الفجّار لفي سجّين • و ما أدراك ما سجّين • كتابة مرقومة ) المطففين .


أظن أنه بعد تصريف الآيات اتضحت الصورة أكثر ... و سنطرح سؤالين ، من هو سجّين ؟ و ما هي الكتابة المرقومة التي فيه ؟


• من هو سجّين ؟

الحقيقة أنه عندما تسمع لكلمة سجين سيتبادر لذهنك مباشرة إسم "السجن" .. فما علاقة السجن بسجين ؟


البيت الصغير الذي يوضع في قضبانه الطيور المأسورة يسمى "قفص" و يكون بشكل مكعب مربع ، لكن هنا في منطقتي هناك كلمة "سجنة" و نطلقها على الأقفاص المستطيلة التي يوضع فيها الدجاج و الحمام و التي تكون بشكل صناديق تحوي شكل قضبان السجن ، كما هي موضحة في الصورة المرفقة باللون البرتقالي .


لو تلاحظ أن شكل الوحدة المركزية للحاسوب و التي يوضع  داخلها القطع الالكترونية التي تعالج و تخزن ذاكرة البيانات ، تشبه بشكلها الصندوقي المستطيل نفس شكل سجنة السجنة التي ذكرناها ، و الفرق بينهما أن الأخيرة يحجز فيها الحيوانات و الثانية تحجز داخلها المعلومات .


فأكيد أن القرآن أراد وصف هذا الجهاز بالوصف التعبيري الأقرب إليه و هو "سجين" القريب من كلمة "سجنة" المؤنثة .. و الفرق بين سجين و سجن أن السجن يكون كبير و له جدران أما سجّين فهو يقصد به السجن صغير الحجم .


لو تلاحظ معي كذلك شكل لوحة المفاتيح (kaybord) فهي تشبه بالتخللات التي تتوسطها نفس شكل قضبان السجن ، و الشخص الذي يضع أصابعه ليكتب بأزرارها يقوم بنفس عمل السجين الذي يمسك بأصابعه قضبان السجن أملا في التحرر ... و الصورة المرفقة أسفله تقارن بين قضبان السجن و شكل الكايبورد الخارجي و الداخلي .


• كتاب مرقوم :

مثلما ذكرنا فإن تصريف عبارة كتاب مرقوم لوعينا اللغوي اليوم ستعني (كتابة مرقومة) ، و المقصود بالكتاب المرقومة هي الكتابة التي تعتمد على الأرقام (مرقومة أي مرقمة) .. فمن هي الكتابة التي تعتمد على الأرقام ؟؟


التكنولوجيا (التكنوماجيك) التي بدأت الإعتماد على الحواسيب كانت في بدايتها مخترعة لغرض القيام بعمليات الحسابية (طرح قسمة ضرب جمع ) و ذلك بمعالجة الأرقام المدخلة و إعطاء نتيجة سريعة .. لكن تطور هذه الآلة جعلها تستخدم لأغراض عديدة تقوم بمعالجة البيانات المدخلة لتخرجها في شكل نقطي تصويري أو صوتي و ذلك بالإعتماد على البرمجة الرقمية للمدخلات .. و تعَد الأمر اليوم لأن وصل لجمع معلومات كل العالم في الانترنت الرقمية .


المهم من كل هذا أن البرمجيات التي يستعملها كل جهاز الكتروني معلوماتي اليوم تعتمد على الأرقام ، لذلك سمّي "العالم الرقمي" أو "عالم الرقميات" فهو يستخدم في معالجة البيانات المدخلة على الخوارزميات و الأرقام (10 0110 01 001 ..) .


إذا المقصود بالكتابة المرقومة هي البيانات و المعلومات التي أصبحت اليوم محجوزة و أسيرة السجين .


الآن ، من كل هذا .. مالذي يريده القرآن في تحدي هذا العالم الرقمي الذي اصبح اليوم يمثل صندوق عجيب ينبهر الناس به و يعتكفون معلوماته .


《 ويل يومئذ للمكذبين • الذين يكذبون بيوم الدين • و ما يكذب به إلا كل معتد أثيم • إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين • كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون • كلا إنّهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون • ثم إنّهم لصالوا الجحيم • ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون • كلا إن كتاب الأبرار لفي عليّين • و ما أدراك ما عليّون • كتاب مرقوم • يشهده المقربون 》 المطففين .


الآية تتحدث عن تكذيب أناس بآيات تتلى عليهم ، و يقولون عليها أنها أساطير الأولين .. ثم تذكر إن كتابة الأبرار في عليين ، ثم تذكر بسبيل التساؤل "علّيون" ، و تعودد لتشير لارتباط عليون بكتاب مرقوم يشهده جماعة مقربة ؟!


من هم عليون و عليين و ما هي كتابتهم و ما علاقتها بتوضيح الآيات التي يقولون عنها أنها اساطير الأولين ؟


عليون هم جماعة ستوضح  و تبين الآيات التي يقولون عنها أنها اساطير الأولين ، و سيوضحون هذه الآيات بهذا العالم الرقمي (الكتابة المرقومة) .. فمن هم عليون و عليين ؟


و ما علاقتهم بأصحاب الرقيم و الكهف ؟

《أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا》الكهف .

و هل هم جماعة و فريق آخر مختلفين عن أهل الكهف (فريق الرقيم - فريق الكهف) ؟

《ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا》الكهف .

.

.

.

.

.

يتبع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق