هل الجماد يدخل في خانة الجن إن وصلنا لروحه ؟!
عندما تدرس بسبيل الملاحظة الآثار المصرية ، فإنك تجد ثقافة فنّية تجعل الوسائل الإستعمالاتية تحوي رؤوس بوجوه و أعين و آذان و أفواه و أفئدة .. مثلا تجد عصى تحوي في قمتها وجه بأذنين و عينين و فم و شعر ،، فما مغزى و دلالة القيام بهذا التمثيل و ما هي رسالته ؟
من الطبيعي و المنطقي أننا في وعينا نرى بأن كل شيئ يملك رأس بعينين فهو يرى ، و أذنين بأنه يسمع ، و فم بأنه ينطق .. أي بالمعنى المختصر يملك روح يتفاعل بها مع محيطه حسب وعيه ... فهل هدف الإنسان الأوّل من هكذا أعمال فنّية تركها لنا هو إيصال فكرة أنه حتى الجماد يملك روح ؟
الحقيقة نعم .
في مناشير سابقة ذكرنا بأن ثقافة الجن الموجودة في القرآن تتعدى لتصل وصف الكائنات اللامرئية من ذرات و جزيئات و فيروسات و ميكروبات و جينات و كل ماهو حي فيزيائيا و كيميائيا و عضويا ، و عطينا أمثلة مثلا بأن الذبذبات التي تستعمل في ارسال البيانات المسخرة و المروضة رياضيا هي تدخل في خانة الجن كذلك .. لكن المشكل في أننا نتعامل بثقافة الجن حسب رؤى تراثية تدخلنا في خانة الخرافات التي لا يمكن الوصول الى علم التواصل و فقه منطقها .
و الحقيقة أن علم دراسة الجن يكاد يصل حتى الكائنات التي نراها جامدة ، فحتى الجماد في داخلها روح و يمكن دراسة هذا العلم و منطق هذه الكائنات و حتى تسخيرها .
عصى موسى ليست ميثيولوجيا ، و لا حتى العبارات التي تذكر في القرآن أن حتى الجلد و الأيدي و الأرجل و الأبصار لها منطق ، و هناك في علوم الجينات من يقول أنه حتى في التركيب الجيني العضوي لأي طرف في أجسادنا يحوي ذاكرة حسية تحافظ على كل شيئ مر عليها :
[وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شيئ ..] القرآن الكريم .
فالقرآن الكريم يعترف بآيات واضحة و عديدة أن كل شيئ له منطق لكن نحن فقط لم نفقه هذه العلوم بعد ..و سليمان عليه السلام في القرآن عندما وصل لترويض الجن فإنما كان ذلك عن تعلمه لعلم الكتاب .
[وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبࣱ لَّا یَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡیُنࣱ لَّا یُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانࣱ لَّا یَسۡمَعُونَ بِهَاۤۚ أُو۟لَئكَ كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُو۟لَـٰئكَ هُمُ ٱلۡغَـٰفِلُونَ] الأعراف .
لذلك نحن حينما نقول أن الجن يدخل في صنف الكائنات التي ذكرناها ، لا داعي لأن تقول لي أن الفيروسات أو الذبذبات أو غيرها لاتملك أعين و أفواه لأن القرآن بحد ذاته يذكر بأن جلودنا لها منطق و ستشهد علينا و أن كل شيئ له منطقه التواصلي و له روح .
هدف الآثار المصرية و ما يحيط بها من كتابات هو إيصال فكرة أن عالم الجن له علاقة حتى بالجماد و أنه له روح و منطق ، و أنه بعلم الكتاب الموجود في هذه الكتابات يمكنك حتى تسخير الجماد .. و موسى عندما رأى العصى تهتز كأنها جان فهي قد كانت آية من آيات الله على إنطاقها و تبيان أنها في روح .
القرآن كما ذكرنا كذلك يلمح لنظرية الآلات الصناعية التي يعتمد عليها الإنسان اليوم بعيدا عن تسخير الكائنات الطبيعية ، و فيها تدليل على وضعنا اليوم عندما وصلنا لنجعل هذه الكائنات جزءا من حياتنا بل و يتم اليوم إدخال رحال آليين بجنسيات و أوراق و حقوق .. دون الحديث عن المخاطر التي تسببها هذه الصناعات التي تسحب الإنسان عن العلوم الطبيعية في ترويض كل ما هو طبيعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق