قد يمتعض البعض من طرح هكذا كلام و يصنفه ضمن خانة الخيال العلمي أو حتى أن هناك من يسخر .. لكن يجب عليك معرفة أن العالم الصناعي اليوم هو نتاج عالم كنت ستعتقده لن يكون موجودا لو لم تره أمام عينك .. لم تكن تصدق لو عشت في سنة ١٩٠٠ أن حفيدك سيتمكن من التكلم مع شخص آخر صورة و صوت بقطعة بلاستيك ، كنت سترى التلفاز خرافة ، وحتى المحرك الذي بدأ مع كل هذه الثورة الصناعية كان اختراعا مدهشا للعامة عندما بدأ أول مرة ... أنا لست منبهرا بالمخرجات التي تأتي بتطور أجيال الثورة الصناعية لأني مؤمن تمام الإيمان أنه يمكن الوصول إلى تقنيات طبيعية لن نحتاج فيها إلى ذرة كربون.
القرآن الكريم خطابه الأول يدعوا إلى تسخير خلق الله و عدم تبديل خلقه الطبيعي بأي شيئ آخر صناعي .. و كل الكلام الذي يصف الجنة سيصله الإنسان براحة بال عندما يصلح ما أفسده في البر و البحر ليعود لطبيعته .
[فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم و لكن أكثر الناس لا يعلمون ] الروم .
سنناقش الآن آية فيما سيصله الإنسان من علم يمكنه من تسخير بساط .. تجد في صورة الأعلى لفظ يصف مشهد من مشاهد الجنة :
[ وزرابي مبثوثة ] الأعلى .
في الجزائر عندنا نطلق على الفرش الموضح في الصورة المرفقة إسم "زربية" و جمعها "زرابي" .. و كلمة "مبثوثة" من "البث" أي الإرسال .. إذا عبارة "زرابي مبثوثة" تعني "فرش مرسلة" ... دعنا نبحث أكثر عن ذكر الفرش في القرآن :
[ وفرش مرفوعة ] الواقعة .
الآن سينبه عقلك لمشهد فراش أو بساط الريح الذي يذكرونه لنا دائما في الروايات .. و الحقيقة أنه حقيقة سيصلها الإنسان يوما ما ، و سيحتاج لتسخير الريح فقط مثلما يذكر القرآن أن سليمان تمكن من تسخير الريح بأوامره :
[ و سخّرنا له الريح تجري بأمره رُخاءا حيث أصاب ] ص .
فسليمان عن طريق الريح كان يتنقل ، وواضح أنه كان يستعمل الزرابي .
المهم عند العودة لكلمة زرابي نجدها تنتمي للحقل الدلالي لكلمة أخرى هي "أزرب" و نعني بها "أسرع" ... و هذا يدل على أن نوعية الزرابي كانت نوعا من أنواع الفرش و قد سميت هكذا لأنها كانت أسرع الأفرشة .
هناك كلمة أخرى تتداول و هي "الزريبة" التي هي السياج المحيط بمكان استراحة الأنعام ... فهل السياج هو نفسه المنطقة التي يتمكن عن طريقها بطقوس و علوم معينة من جلب الريح و الإنطلاق بالزرابي ؟
هذه العلوم لن نصلها إلا إذا انتقلنا من خدعة التكنوماجيك إلى التكنولوجيك .. كلمة تكنو (تقنية) لوجيك (المنطقية) التي تعني التكنولوجبا هي كلمة مخادعة فالعلوم المنطقية الطبيعية الحقيقة نحن نبتعد عنها لصالح عالم صناعي سحري كلها فساد و أوبئة ... الاصح أن نطق على مخرجات الثورة الصناعية إسم "التكنوماجيك" لأنها علوم سحر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق