من ما نعيه من القرآن أن الجنة جزء منها يقع في الأرض بآيات واضحة :
▪︎[ وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم و جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين ] آل عمران .
▪︎[ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ] الأنبياء .
لكن الخلل الذي يسببه مستخدموا القرآن كوسيلة وعظ تنميقي هو إدخال المسلم في الغيبيات بدل التدبر في الواقع الذي أمامه ..بحيث تم ادخال المسلم في البحث عن جنان السماء دون أن يبحث عن جنات أرضه التي أفسدها .. نحن لانعرف عن السماء شيئا و معرفتنا لما يقع في السماء لا تتحقق إلا إذا أصلحنا ما أفسدناه في الأرض .
القرآن كما ذكرنا يوضح أن الأرض جزء من الجنة ، و أن الأرض سيرثها في النهاية العباد الصالحون و ليس المفسدون ... و عند التدبر أكثر في القرآن نجد أن الله يحاول أن يقود المؤمن بالقرآن للتدبر في عبارة أن الأرض خلقها قطعا متجورات بنفس شكل قارات العالم في الخريطة بالضبط ..
[ و في الأرض قطع متجاورات و جنات من أعناب و زرع و نخيل صنوان و غير صنوان يسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ] الرعد .
ماهي الدلائل (الآيات) التي نستنتجها أيها العاقلون ؟
1•إشارة القرآن إلى أن الأرض قطع :
و هذا ما يقودنا إلى آيات أخرى تتحدث عن وجود آيات في الأرض يمكن إبصارها ..
[ وفي الأرض آيات للموقنين • و في أنفسكم أفلا تبصرون ] الذاريات .
و سنطرح سؤال هنا عن كيفية إبصار آيات الأرض إذا كانت الأرض قطعا ؟
طبعا لايمكن إبصار قطع الأرض و نحن نمشي عليها ، و بالتالي سنبصر آياتها عن طريق الأُفق ، أي نرى من فوق الأرض شكل قطعها و من ثمة نستنتج آياتها ..
الآن معنا صورة لقطعة قارة إفريقيا ، أول شيئ ستراه عندما تتمعن و تبصر إبصارا عميقا هو استنتاج أن شكلها يشبه رأس حيوان نازل بفمع للأرض و كأنه يائس ، و القطعة كذلك تملك شكل قرن بارز جهة فوق أنفها ، بل و ما يزيد تسبيحك هو أنك ستلاحظ حتى عين هذا الحيوان في بحيرة فيكتوريا .. لإحكام التدبر .
أول ما سيخطر ببالنا عند البحث عن الحيوان الذي يملك قرنا واحدا و دائما رأسه منطح للأرض و يظهر في شكل وجهه و تعابير عينيه أنه يائس أو يحس باليأس و الملل الدائم هو بالطبع حيوان وحيد القرن .. و هو حيوان يعيش بكثرة في قارة إفريقيا .
هل القرآن يذكر دلالة آية هذا الحيوان مع الأرض ؟ نعم .. و الحيوان اسمه الحق هو الفردوس .. كيف ؟
[الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون] المؤمنون .
لاحظ أن الآية تذكر وراثة الفردوس ، و الوراثة هو فعل مرتبط بشيئ كان يملكه الإنسان من قبل و عاش فيه .. و بالتالي فإن الآية تشير و تلمح لآية أخرى سبق و أن ذكرناها :
[أن الأرض يرثها عبادي الصالحون] الأنبياء .
و بالتالي ، فإن الفردوس نفسها تقع على الأرض و أنه بعد إصلاح ماتم إفساده على هذه الأرض سيرث هذه القطعة عباد الله الصالحون ... بحيث أن هذه القطعة يشدد القرآن على أنها تحوي أحلى جنان الأرض :
[إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا] الكهف .
الآن ، كيف تتثبت أن الفردوس هو نفسه قطعة القارة التي تسمى حاليا إفريقيا ؟ نتثبت عن طريق الإسم طبعا .. فالكلمة تدل على نفسها بإسمها الذي يتطابق مع مسماها ..
فردوس .. قد تبدوا الكلمة غريبة للوهلة الأولى ، لكنها حقيقتها أن إسم يتكون من شقي كلمتين تصفان حيوان وحيد القرن :
فردوس = فرد أوس
الكلمة تتكون من شقي كلمتي فرد و أوس .. و الكلمتان امتزجتا و أصبحتا فردوس ، فقد هضمت "أ" أوس، و كما هو معروف في النطق العربي أن هناك مواضع تهضم فيها المنكوقات لتسهيل النطق .
فرد = و الفرد المقصود به الوحدة ، فالفرد هو الإنسان الوحيد عندما يصنف في معزل عن مجتمعه ..
[ ربي لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين ] الأنبياء .
و الملاحظ في حيوان وحيد القرن أن الذكران البالغة دائما ما تعيش في انعزالية لوحدها إلا لفترات التزاوج ثم ترجع لطبيعتها الإنعزالية الفردية ... و الملاحظ كذلك أن قرن وحيد القرن خلق بشكل مختلف عن باقي الحيوانات التي تملك قرنين اثنين متساويين ، و هذه آية و تدليل لطبيعته الانفرادية .
أوس = كلمة أوس هو إسم يتداول كإسم رجالي ، لكن معنى الإسم غائب بين كفات الكتب بين عدة تفسيرات .. و الحقيقة أن إسم "أوس" هو إسم مشتق من كلمة "أسى" .. الأسى (كلمة تظهر مؤنثة) و أوس (كلمة تظهر مذكرة) .
[فكيف آسى على قوم كافرين] الأعراف.
و الأسى حسب القرآن هو الحزن الذي يظهر على الشخص بسبب يأسه من شيئ معين .
و لو تلاحظ معي في شكل حيوان وحيد القرن هو أنه يظهر في تعابير عينيه ملامح الأسى و الحزن .. للتدليل على آية من الآيات الكبرى التي يريد الله توضيحها .
2•ذكر القرآن لخاصية جنات الأرض و اختلاف أكلها اقترانا مع ميزة الماء الواحد الذي يسقى بها ؟
[وفي الأرض قطع متجاورات و جنات من أعناب و زرع و نخيل صنوان و غير صنوان يسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون] الرعد
بعدما عرفنا معنى القطع المتجاورات و استنتجنا آية قطعة الأرض المتعلقة بحيوان الفردوس ، الخطاب القرآني يكمل توضيح أن الجنات لها علاقة واضحة بالأرض و ، و يذكر كذلك عبارة اختلاف أكلها للتدليل كذلك على تفضيل أراضٍ على الأخرى كما هو الحال بالنسبة لأرض الفردوس .
لكن القرآن الكريم كلام الله يذكر عبارة مهمة .. ألا و هي "يسقى بماء واحد" .. فلماذا يذكر هذه العبارة الغريبة و مالمغزى منها ؟
[أولم يرى الذين كفروا أن السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيئ حي أفلا يؤمنون ] الأنبياء .
عودة الأرض جنات مرتبط بمعادلة بسيطة نذكرها كل مرة و هو عودة البحر العذب الفرات الذي هو البحر الأحمر ، و الذي ذكرنا أن مياهه مرتبطة بنهر النيل (الجمل) الذي بعودة قوته سيغذي كل افريقيا جوفيا و فوقيا من الماء الواحد ، و كذلك سيفذي نهر الأردن الذي له علاقة بحزء كبير من آسيا الغربية بالخصوص .