الثلاثاء، 31 مايو 2022

.. الزرابي المبثوثة و بساط الريح ..

 


 قد يمتعض البعض من طرح هكذا كلام و يصنفه ضمن خانة الخيال العلمي أو حتى أن هناك من يسخر .. لكن يجب عليك معرفة أن العالم الصناعي اليوم هو نتاج عالم كنت ستعتقده لن يكون موجودا لو لم تره أمام عينك .. لم تكن تصدق لو عشت في سنة ١٩٠٠ أن حفيدك سيتمكن من التكلم مع شخص آخر صورة و صوت بقطعة بلاستيك ، كنت سترى التلفاز خرافة ، وحتى المحرك الذي بدأ مع كل هذه الثورة الصناعية كان اختراعا مدهشا للعامة عندما بدأ أول مرة ... أنا لست منبهرا بالمخرجات التي تأتي بتطور أجيال الثورة الصناعية لأني مؤمن تمام الإيمان أنه يمكن الوصول إلى تقنيات طبيعية لن نحتاج فيها إلى ذرة كربون.


القرآن الكريم خطابه الأول يدعوا إلى تسخير خلق الله و عدم تبديل خلقه الطبيعي بأي شيئ آخر صناعي .. و كل الكلام الذي يصف الجنة سيصله الإنسان براحة بال عندما يصلح ما أفسده في البر و البحر ليعود لطبيعته .

[فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم و لكن أكثر الناس لا يعلمون ] الروم .


سنناقش الآن آية فيما سيصله الإنسان من علم يمكنه من تسخير بساط .. تجد في صورة الأعلى لفظ يصف مشهد من مشاهد الجنة :

[ وزرابي مبثوثة ] الأعلى .


في الجزائر عندنا نطلق على الفرش الموضح في الصورة المرفقة إسم "زربية" و جمعها "زرابي" .. و كلمة "مبثوثة" من "البث" أي الإرسال .. إذا عبارة "زرابي مبثوثة" تعني "فرش مرسلة" ... دعنا نبحث أكثر عن ذكر الفرش في القرآن :

[ وفرش مرفوعة ] الواقعة .


الآن سينبه عقلك لمشهد فراش أو بساط الريح الذي يذكرونه لنا دائما في الروايات .. و الحقيقة أنه حقيقة سيصلها الإنسان يوما ما ، و سيحتاج لتسخير الريح فقط مثلما يذكر القرآن أن سليمان تمكن من تسخير الريح بأوامره :

[ و سخّرنا له الريح تجري بأمره رُخاءا حيث أصاب ] ص .

فسليمان عن طريق الريح كان يتنقل ، وواضح أنه كان يستعمل الزرابي .


المهم عند العودة لكلمة زرابي نجدها تنتمي للحقل الدلالي لكلمة أخرى هي "أزرب" و نعني بها "أسرع" ... و هذا يدل على أن نوعية الزرابي كانت نوعا من أنواع الفرش و قد سميت هكذا لأنها كانت أسرع الأفرشة .


هناك كلمة أخرى تتداول و هي "الزريبة" التي هي السياج المحيط بمكان استراحة الأنعام ... فهل السياج هو نفسه المنطقة التي يتمكن عن طريقها بطقوس و علوم معينة من جلب الريح و الإنطلاق بالزرابي ؟


هذه العلوم لن نصلها إلا إذا انتقلنا من خدعة التكنوماجيك إلى التكنولوجيك .. كلمة تكنو (تقنية) لوجيك (المنطقية) التي تعني التكنولوجبا هي كلمة مخادعة فالعلوم المنطقية الطبيعية الحقيقة نحن نبتعد عنها لصالح عالم صناعي سحري كلها فساد و أوبئة ... الاصح أن نطق على مخرجات الثورة الصناعية إسم "التكنوماجيك" لأنها علوم سحر .





الأربعاء، 4 مايو 2022

تراث المنطقة في واد و كتب التراث في واد اخر

لو تبحث في الميراث الشعبي للمنطقة تجد عادات متجذرة تحسها خرجت من واقع ملموس عاشه الناس كأمة واحدة منذ بدايتهم .. مثلا ثقافة تحضير الكعك في العيد أو وضع الحنة أو تحضير أكلات خاصة يوم العيد أو تقديم عيديات للأطفال  او زيارات الأقارب ، تحس أنها ثقافة واحدة متجذرة أبا عن جد و تعلمها الناس كثقافة دينية واحدة .. بالمقابل عندما تبحث في الكتب التي تدعي تمثيل التراث الديني للمنطقة تجدها في واد متصحر آخر و لا تذكر هذه الأشياء بالمطلق .. حتى أنك تجد مايسمى شيوخ الدين يفتون للناس بأنها عادات بدعية ؟!

يستحيل أن تكون تلك الكتب التي تروي ما يسمى السنة أو آل البيت قد خرجت من بنية هذه المنطقة .. تحس بأنها مدسوسة كما يدس السم في العسل لترسيخ ثقافة أخرى بعيدة عن هذه الأرض و تاريخ شعبها .

الاثنين، 2 مايو 2022

هل الجماد يدخل في خانة الجن إن وصلنا لروحه ؟!

هل الجماد يدخل في خانة الجن إن وصلنا لروحه ؟! 

عندما تدرس بسبيل الملاحظة الآثار المصرية ، فإنك تجد ثقافة فنّية تجعل الوسائل الإستعمالاتية تحوي رؤوس بوجوه  و أعين و آذان و أفواه و أفئدة .. مثلا تجد عصى تحوي في قمتها وجه بأذنين و عينين و فم و شعر ،، فما مغزى و دلالة القيام بهذا التمثيل و ما هي رسالته ؟

من الطبيعي و المنطقي أننا في وعينا نرى بأن كل شيئ يملك رأس بعينين فهو يرى ، و أذنين بأنه يسمع ، و فم بأنه ينطق .. أي بالمعنى المختصر يملك روح يتفاعل بها مع محيطه حسب وعيه ... فهل هدف الإنسان الأوّل من هكذا أعمال فنّية تركها لنا هو إيصال فكرة أنه حتى الجماد يملك روح ؟ 

الحقيقة نعم .

في مناشير سابقة ذكرنا بأن ثقافة الجن الموجودة في القرآن تتعدى لتصل وصف الكائنات اللامرئية من ذرات و جزيئات و فيروسات و ميكروبات و جينات و كل ماهو حي فيزيائيا و كيميائيا و عضويا ، و عطينا أمثلة مثلا بأن الذبذبات التي تستعمل في ارسال البيانات المسخرة و المروضة رياضيا هي تدخل في خانة الجن كذلك .. لكن المشكل في أننا نتعامل بثقافة الجن حسب رؤى تراثية تدخلنا في خانة الخرافات التي لا يمكن الوصول الى علم التواصل و فقه منطقها .

 
و الحقيقة أن علم دراسة الجن يكاد يصل حتى الكائنات التي نراها جامدة ، فحتى الجماد في داخلها روح و يمكن دراسة هذا العلم و منطق هذه الكائنات و حتى تسخيرها .

عصى موسى ليست ميثيولوجيا ، و لا حتى العبارات التي تذكر في القرآن أن حتى الجلد و الأيدي و الأرجل و الأبصار لها منطق ، و هناك في علوم الجينات من يقول أنه حتى في التركيب الجيني العضوي لأي طرف في أجسادنا يحوي ذاكرة حسية تحافظ على كل شيئ مر عليها :
[وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شيئ ..] القرآن الكريم .

فالقرآن الكريم يعترف بآيات واضحة و عديدة أن كل شيئ له منطق لكن نحن فقط لم نفقه هذه العلوم بعد ..و سليمان عليه السلام في القرآن عندما وصل لترويض الجن فإنما كان ذلك عن تعلمه لعلم الكتاب .

[وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبࣱ لَّا یَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡیُنࣱ لَّا یُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانࣱ لَّا یَسۡمَعُونَ بِهَاۤۚ أُو۟لَئكَ كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُو۟لَـٰئكَ هُمُ ٱلۡغَـٰفِلُونَ] الأعراف .

لذلك نحن حينما نقول أن الجن يدخل في صنف الكائنات التي ذكرناها ، لا داعي لأن تقول لي أن الفيروسات أو الذبذبات أو غيرها لاتملك أعين و أفواه لأن القرآن بحد ذاته يذكر بأن جلودنا لها منطق و ستشهد علينا و أن كل شيئ له منطقه التواصلي و له روح .

هدف الآثار المصرية و ما يحيط بها من كتابات هو إيصال فكرة أن عالم الجن له علاقة حتى بالجماد و أنه له روح و منطق ، و أنه بعلم الكتاب الموجود في هذه الكتابات يمكنك حتى تسخير الجماد .. و موسى عندما رأى العصى تهتز كأنها جان فهي قد كانت آية من آيات الله على إنطاقها و تبيان أنها في روح .

القرآن كما ذكرنا كذلك يلمح لنظرية الآلات الصناعية التي يعتمد عليها الإنسان اليوم بعيدا عن تسخير الكائنات الطبيعية ، و فيها تدليل على وضعنا اليوم عندما وصلنا لنجعل هذه الكائنات جزءا من حياتنا بل و يتم اليوم إدخال رحال آليين بجنسيات و أوراق و حقوق .. دون الحديث عن المخاطر التي تسببها هذه الصناعات التي تسحب الإنسان عن العلوم الطبيعية في ترويض كل ما هو طبيعي

الأحد، 1 مايو 2022

كتاب مرقوم في سجّين

 ▪︎ كتاب مرقوم في سجّين ؟! ▪︎


تدبّر في أنّ القرآن الكريم هو قراءة قديمة تحمل نبؤات تتحدث عن ما يحدث في المستقبل .. فأوّل شيئ يعتمده هذا الخطاب للحفاظ على نبوءته هو استعمال مصطلحات وصفية بحسب الفهم القبلي لما يرى .. بمعنى أن المصطلحات الوصفية للظواهر و الأشياء المستحدثة و التي لم تكن موجودة في فترة نزول القرآن ستعتمد على أسماء بسيطة مشابهة لما تم استحداثه في الزمن المُتنبّأ به ... مثلا في فترة نزول القرآن لم تكن هناك سيارات و في وقتنا الحالي يوجد هناك سيارات ، فالقرآن في وقت نزوله لو يصف السيارات سيسميها خيول ابليس مثلا نظرا لكونها تؤدي دور الخيل في التنقل لكنها تفسد في الأرض بسبب الحوادث و التلوث ..الخ ، أما إسم السيارة فنحن من أطلقنا عليها اسم السيارة بعد نزول القرآن كونها وسيلة تستعمل للسير (سيارة ، تسير ، سير ) و كان يمكن أن تسمى بأي إسم آخر يتفق عليه الناس. 


كذلك بالنسبة لعدة آيات تصف واقعنا اليوم لكنها تصفه بحسب الوعي الذي كان متوفر وقت نزول نبوءة القرآن..فالهاتف أو الحاسوب مثلا لم يكن موجود وقت نزول القرآن و القرآن لن يذكر لك إسم حاسب أو كمبيوتر أو تلفون في خطابه إنما يعتمد على العبارات أو المصطلحات الأقرب لوصف هذه الأشياء .


الآن لو نأخذ الخطاب الآتي :

《 كلا إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين • و ما أدراك ما سجّين • كتاب مرقوم 》المطففين .


يجب أن نذكر بأن كلمة "كتاب" حسب لسان القرآن العربي الأول لا يقصد به الكتاب الذي نطلقه على مجموعة الأوراق التي بين دفتين (الكتب الورقي) ، إنما الكتاب حسب لسان القرآن هي كلمة يقصد بها "كتابة" التي نستعملها اليوم بشكل مؤنث .. فقديما قبل صدور الكتب الورقية كان يطلق على أي شيئ مكتوب إسم "كتاب" مثلما نحن اليوم نطلق على أي شيئ مكتوب إسم كتابة .


لذلك عندما نصرف الآية إلى الصيغة المؤنثة لكلمة "كتابة" التي نستعملها اليوم .. ستكون كالآتي :

( كلا إن كتابة الفجّار لفي سجّين • و ما أدراك ما سجّين • كتابة مرقومة ) المطففين .


أظن أنه بعد تصريف الآيات اتضحت الصورة أكثر ... و سنطرح سؤالين ، من هو سجّين ؟ و ما هي الكتابة المرقومة التي فيه ؟


• من هو سجّين ؟

الحقيقة أنه عندما تسمع لكلمة سجين سيتبادر لذهنك مباشرة إسم "السجن" .. فما علاقة السجن بسجين ؟


البيت الصغير الذي يوضع في قضبانه الطيور المأسورة يسمى "قفص" و يكون بشكل مكعب مربع ، لكن هنا في منطقتي هناك كلمة "سجنة" و نطلقها على الأقفاص المستطيلة التي يوضع فيها الدجاج و الحمام و التي تكون بشكل صناديق تحوي شكل قضبان السجن ، كما هي موضحة في الصورة المرفقة باللون البرتقالي .


لو تلاحظ أن شكل الوحدة المركزية للحاسوب و التي يوضع  داخلها القطع الالكترونية التي تعالج و تخزن ذاكرة البيانات ، تشبه بشكلها الصندوقي المستطيل نفس شكل سجنة السجنة التي ذكرناها ، و الفرق بينهما أن الأخيرة يحجز فيها الحيوانات و الثانية تحجز داخلها المعلومات .


فأكيد أن القرآن أراد وصف هذا الجهاز بالوصف التعبيري الأقرب إليه و هو "سجين" القريب من كلمة "سجنة" المؤنثة .. و الفرق بين سجين و سجن أن السجن يكون كبير و له جدران أما سجّين فهو يقصد به السجن صغير الحجم .


لو تلاحظ معي كذلك شكل لوحة المفاتيح (kaybord) فهي تشبه بالتخللات التي تتوسطها نفس شكل قضبان السجن ، و الشخص الذي يضع أصابعه ليكتب بأزرارها يقوم بنفس عمل السجين الذي يمسك بأصابعه قضبان السجن أملا في التحرر ... و الصورة المرفقة أسفله تقارن بين قضبان السجن و شكل الكايبورد الخارجي و الداخلي .


• كتاب مرقوم :

مثلما ذكرنا فإن تصريف عبارة كتاب مرقوم لوعينا اللغوي اليوم ستعني (كتابة مرقومة) ، و المقصود بالكتاب المرقومة هي الكتابة التي تعتمد على الأرقام (مرقومة أي مرقمة) .. فمن هي الكتابة التي تعتمد على الأرقام ؟؟


التكنولوجيا (التكنوماجيك) التي بدأت الإعتماد على الحواسيب كانت في بدايتها مخترعة لغرض القيام بعمليات الحسابية (طرح قسمة ضرب جمع ) و ذلك بمعالجة الأرقام المدخلة و إعطاء نتيجة سريعة .. لكن تطور هذه الآلة جعلها تستخدم لأغراض عديدة تقوم بمعالجة البيانات المدخلة لتخرجها في شكل نقطي تصويري أو صوتي و ذلك بالإعتماد على البرمجة الرقمية للمدخلات .. و تعَد الأمر اليوم لأن وصل لجمع معلومات كل العالم في الانترنت الرقمية .


المهم من كل هذا أن البرمجيات التي يستعملها كل جهاز الكتروني معلوماتي اليوم تعتمد على الأرقام ، لذلك سمّي "العالم الرقمي" أو "عالم الرقميات" فهو يستخدم في معالجة البيانات المدخلة على الخوارزميات و الأرقام (10 0110 01 001 ..) .


إذا المقصود بالكتابة المرقومة هي البيانات و المعلومات التي أصبحت اليوم محجوزة و أسيرة السجين .


الآن ، من كل هذا .. مالذي يريده القرآن في تحدي هذا العالم الرقمي الذي اصبح اليوم يمثل صندوق عجيب ينبهر الناس به و يعتكفون معلوماته .


《 ويل يومئذ للمكذبين • الذين يكذبون بيوم الدين • و ما يكذب به إلا كل معتد أثيم • إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين • كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون • كلا إنّهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون • ثم إنّهم لصالوا الجحيم • ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون • كلا إن كتاب الأبرار لفي عليّين • و ما أدراك ما عليّون • كتاب مرقوم • يشهده المقربون 》 المطففين .


الآية تتحدث عن تكذيب أناس بآيات تتلى عليهم ، و يقولون عليها أنها أساطير الأولين .. ثم تذكر إن كتابة الأبرار في عليين ، ثم تذكر بسبيل التساؤل "علّيون" ، و تعودد لتشير لارتباط عليون بكتاب مرقوم يشهده جماعة مقربة ؟!


من هم عليون و عليين و ما هي كتابتهم و ما علاقتها بتوضيح الآيات التي يقولون عنها أنها اساطير الأولين ؟


عليون هم جماعة ستوضح  و تبين الآيات التي يقولون عنها أنها اساطير الأولين ، و سيوضحون هذه الآيات بهذا العالم الرقمي (الكتابة المرقومة) .. فمن هم عليون و عليين ؟


و ما علاقتهم بأصحاب الرقيم و الكهف ؟

《أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا》الكهف .

و هل هم جماعة و فريق آخر مختلفين عن أهل الكهف (فريق الرقيم - فريق الكهف) ؟

《ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا》الكهف .

.

.

.

.

.

يتبع



الغايمر و الغمرة

 .. الGamer و مغامرات مخاطر الموت .. بل هم في غمرة ساهون !! ..


في السنوات العشر الأخيرة أصبحت ألعاب الفيديو شيئا عاديا يتلقفه بالخصوص شرائح الجيل الجديد .. و لو استمر الوضع بنفس الرتم عشر أو عشرين سنة قادمة سنجد أن نسب الناس التي تمارس هذه الألعاب يصل حد يفوق ال٩٠ % ... لكن هل تساءلنا يوما عن أضرار هذا العالم الإفتراضي ؟


هل تعلم ما معنى أن يتبرمج كل الأطفال في الصغر على أن خوضهم لألعاب الموت هو شيئ عادي .. الطفل الصغير الذي يلعب لعبة و يتّحد معها عقليا على أنها هي نفسها شخصيته التي يقودها سيبرمج عقله الباطن على أن موته و حياته شيئ عادي .. هناك العديد من حالات الموت و الانتحار بسبب الازمات النفسية و الإكتئاب سجلت اقترانا مع هذه الألعاب . 


وظائف العقل منها ماهو واعي و منها ماهو لاواعي ، أي أنه في حالة فقدان السيطرة على الجسم اثناء القلق و الغضب يمكن أن ينفذ الشخص تصرفات مقترنة بما تلقاه و خزّنه في عقله اللاواعي بشكل تلقائي ... و هنا علينا طرح سؤال حول ردة فعل الجيل الذي تربى و برمج عقله على أنه شخصية تموت و تقتل بلعبة فيديو و بشكل عادي ... ربما سيقتل بدم بارد ، أو ينتحر بشكل بارد كذلك ، سيدخل في أزمات اكتئاب يجعلها بسبب أنه خسر شخصية فيديو الغايمر التي تربت معه عسر سنوات ووو .. نعم كل هذا سيحدث و سيفعله ذاك الشخص في حالة  الغمة و الغضب الذي يصيبه .


القرآن هو عبارة عن نبوءات قديمة ترى بالضبط الظواهر التي يعذب الناس أنفسهم بها اليوم .. و منها هذه الظاهرة .


《قتل الخرّاصون • الذين هم في غمرة ساهون 》 الذاريات .


الشخص الأخرص(الخراصون) هو الشخص الذي لا يسمع و لا يتكلم بسبب عامل خارجي أصابه و سبب له هذه العلة (يصبح صم بكم لايتفاعل مع محيطه الخارجي ) .. و لاشك أن الجميع يرى و يلاحظ أن الناس التي تقضي وقتها مدمنة مع ألعاب الفيديو تجدهم كالجثة مندمجين مع شخصيتهم التي يغامرون بها ، و ستلاحظون كذلك أن شخصيته أصبحت شخصية انطوائية ثقيلة في ردة الفعل و احيانا اذا حدثته تجده تائه لايسمعك .


الشخص الذي يصل هذه المرحلة يمكن أن يتعرض لخطر الموت إذ يقدم هو على ذلك ، لأنه يصبح يحس نفسه كائن انفرادي و ليس كائن اجتماعي .. و الإنسان الوحيد البعيد عن التفاعل مع الناس و تبادل الاحاسيس معهم هو شخص يعتبر كأنه ميت ، سيتعرض لمخاطر نفسية خطيرة جدا .


لذلك هذه الألعاب يمكن أن تقتل الناس بشكل بطيئ و غير مباشر ( يمكن أن تقتل الشخص أو تصنع من عقل الولد الصغير قاتل مستقبلي )، أول الجرعات هي إبعاد الشخص المدمن عن الإحساس بالعالم الخارجي المحيط به لتصنع منه شخصية لااجتماعية و من ثم تبدأ معه مضاعفات أخرى تتبرمج مع عقله الباطن .


عبارة "الذين هم في غمرة ساهون" 


كمة غمرة لها علاقة بكلمة "مغامرة" أي القاء النفس للخطر مقابل هدف ، و جمعها غمرات أي مخاطر .


و الآية تعني الناس التي تمارس ألعاب الغايمر "Gamer" (ألعاب المغامرات الافتراضية) , فهم أناس تصبح ساهية عن عالمها الخارجي ..أي أنها تنسى واقعها و حقيقتها لصالح العالم الافتراضي .


كلمة "Gamer" قريبة من كلمة "غامر" (غمار ، مغامر)، و الشخص المغامر هو الشخص الذي يلوح بنفسه للخطر من أجل هدف يغمه و يجعله كثير الارتباط به .


《 و الذين يؤتون ما ءاتو و قلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون • أولئك الذين يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون • و لا نكلف نفسا إلا وسعها و لدينا كتاب ينطق بالحق  و هم لا يظلمون • بل قلوبهم في غمرة من هذا و لهم أعمال من دون ذلك هم لها فاعلون 》المؤمنون .


الآية تتحدث عن الناس التي تخوض الغمرة و هي هذه المغامرات ، و عبارة " لهم أعمال من دون ذلك هم لها فاعلون" ، هو أن الناس التي تترك أفضل الأفعال المشوقة في فعل الخيرات للنفس و الغير و تذهب إلى اعمال لا تسمن و لا تغني من جوع ... مثلا شخص يترك ممارسة الرياضة الاي فيها خير لنفسه و يعتكف أمام مغامرة افتراضية تقوده للهلاك ، شخص يخوض لعبة فيديو يساعد فيها الناس بشكل سحري غير حقيقي و هناك الكثير من يحتاج المساعدة في عالمه الواقعي .




▪︎ ‎من هي جنة الفردوس ▪︎



من ما نعيه من القرآن أن الجنة جزء منها يقع في الأرض بآيات واضحة :

▪︎[ وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم و جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين ] آل عمران .

▪︎[ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ] الأنبياء .

لكن الخلل الذي يسببه مستخدموا القرآن كوسيلة وعظ تنميقي هو إدخال المسلم في الغيبيات بدل التدبر في الواقع الذي أمامه ..بحيث تم ادخال المسلم في البحث عن جنان السماء دون أن يبحث عن جنات أرضه التي أفسدها .. نحن لانعرف عن السماء شيئا و معرفتنا لما يقع في السماء لا تتحقق إلا إذا أصلحنا ما أفسدناه في الأرض .

القرآن كما ذكرنا يوضح أن الأرض جزء من الجنة ، و أن الأرض سيرثها في النهاية العباد الصالحون و ليس المفسدون ... و عند التدبر أكثر في القرآن نجد أن الله يحاول أن يقود المؤمن بالقرآن للتدبر في عبارة أن الأرض خلقها قطعا متجورات بنفس شكل قارات العالم في الخريطة بالضبط ..

[ و في الأرض قطع متجاورات و جنات من أعناب و زرع و نخيل صنوان و غير صنوان يسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ] الرعد .

ماهي الدلائل (الآيات) التي نستنتجها أيها العاقلون ؟

1•إشارة القرآن إلى أن الأرض قطع  :

و هذا ما يقودنا إلى آيات أخرى تتحدث عن وجود آيات في الأرض يمكن إبصارها ..
[ وفي الأرض آيات للموقنين • و في أنفسكم أفلا تبصرون ] الذاريات .
و سنطرح سؤال هنا عن كيفية إبصار آيات الأرض إذا كانت الأرض قطعا ؟
طبعا لايمكن إبصار قطع الأرض و نحن نمشي عليها ، و بالتالي سنبصر آياتها عن طريق الأُفق ، أي نرى من فوق الأرض شكل قطعها و من ثمة نستنتج آياتها ..

الآن معنا صورة لقطعة قارة إفريقيا ، أول شيئ ستراه عندما تتمعن و تبصر إبصارا عميقا هو استنتاج أن شكلها يشبه رأس حيوان نازل بفمع للأرض و كأنه يائس ، و القطعة كذلك تملك شكل قرن بارز جهة فوق أنفها ، بل و ما يزيد تسبيحك هو أنك ستلاحظ حتى عين هذا الحيوان في بحيرة فيكتوريا .. لإحكام التدبر .

أول ما سيخطر ببالنا عند البحث عن الحيوان الذي يملك قرنا واحدا و دائما رأسه منطح للأرض و يظهر في شكل وجهه و تعابير عينيه أنه يائس أو يحس باليأس و الملل الدائم هو بالطبع حيوان وحيد القرن .. و هو حيوان يعيش بكثرة في قارة إفريقيا .

هل القرآن يذكر دلالة آية هذا الحيوان مع الأرض ؟ نعم .. و الحيوان اسمه الحق هو الفردوس .. كيف ؟

[الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون] المؤمنون .
لاحظ أن الآية تذكر وراثة الفردوس ، و الوراثة هو فعل مرتبط بشيئ كان يملكه الإنسان من قبل و عاش فيه .. و بالتالي فإن الآية تشير و تلمح لآية أخرى سبق و أن ذكرناها :
[أن الأرض يرثها عبادي الصالحون] الأنبياء .
و بالتالي ، فإن الفردوس نفسها تقع على الأرض و أنه بعد إصلاح ماتم إفساده على هذه الأرض سيرث هذه القطعة عباد الله الصالحون ... بحيث أن هذه القطعة يشدد القرآن على أنها تحوي أحلى جنان الأرض :
[إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا] الكهف .

الآن ، كيف تتثبت أن الفردوس هو نفسه قطعة القارة التي تسمى حاليا إفريقيا ؟ نتثبت عن طريق الإسم طبعا .. فالكلمة تدل على نفسها بإسمها الذي يتطابق مع مسماها ..

فردوس .. قد تبدوا الكلمة غريبة للوهلة الأولى ، لكنها حقيقتها أن إسم يتكون من شقي كلمتين تصفان حيوان وحيد القرن :

فردوس = فرد أوس  

الكلمة تتكون من شقي كلمتي فرد و أوس .. و الكلمتان امتزجتا و أصبحتا فردوس ، فقد هضمت "أ" أوس، و  كما هو معروف في النطق العربي أن هناك مواضع تهضم فيها المنكوقات لتسهيل النطق .

فرد = و الفرد المقصود به الوحدة ، فالفرد هو الإنسان الوحيد عندما يصنف في معزل عن مجتمعه ..
[ ربي لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين ] الأنبياء .
و الملاحظ في حيوان وحيد القرن أن الذكران البالغة دائما ما تعيش في انعزالية لوحدها إلا لفترات التزاوج ثم ترجع لطبيعتها الإنعزالية الفردية ...  و الملاحظ كذلك أن قرن وحيد القرن خلق بشكل مختلف عن باقي الحيوانات التي تملك قرنين اثنين متساويين ، و هذه آية و تدليل لطبيعته الانفرادية .

أوس = كلمة أوس هو إسم يتداول كإسم رجالي ، لكن معنى الإسم غائب بين كفات الكتب بين عدة تفسيرات .. و الحقيقة أن إسم "أوس" هو إسم مشتق من كلمة "أسى" .. الأسى (كلمة تظهر مؤنثة) و أوس (كلمة تظهر مذكرة) .
[فكيف آسى على قوم كافرين] الأعراف. 
و الأسى حسب القرآن هو الحزن الذي يظهر على الشخص بسبب يأسه من شيئ معين .
و لو تلاحظ معي في شكل حيوان وحيد القرن هو أنه يظهر في تعابير عينيه ملامح الأسى و الحزن .. للتدليل على آية من الآيات الكبرى التي يريد الله توضيحها .

2•ذكر القرآن لخاصية جنات الأرض و اختلاف أكلها اقترانا مع ميزة الماء الواحد الذي يسقى بها ؟

[وفي الأرض قطع متجاورات و جنات من أعناب و زرع و نخيل صنوان و غير صنوان يسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون] الرعد

بعدما عرفنا معنى القطع المتجاورات و استنتجنا آية قطعة الأرض المتعلقة بحيوان الفردوس ، الخطاب القرآني يكمل توضيح أن الجنات لها علاقة واضحة بالأرض و ، و يذكر كذلك عبارة اختلاف أكلها للتدليل كذلك على تفضيل أراضٍ على الأخرى كما هو الحال بالنسبة لأرض الفردوس .

لكن القرآن الكريم كلام الله يذكر عبارة مهمة .. ألا و هي "يسقى بماء واحد" .. فلماذا يذكر هذه العبارة الغريبة و مالمغزى منها ؟

[أولم يرى الذين كفروا أن السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيئ حي أفلا يؤمنون ] الأنبياء .

عودة الأرض جنات مرتبط بمعادلة بسيطة نذكرها كل مرة و هو عودة البحر العذب الفرات الذي هو البحر الأحمر ، و الذي ذكرنا أن مياهه مرتبطة بنهر النيل (الجمل) الذي بعودة قوته سيغذي كل افريقيا جوفيا و فوقيا من الماء الواحد ، و كذلك سيفذي نهر الأردن الذي له علاقة بحزء كبير من آسيا الغربية بالخصوص .