الثلاثاء، 6 يوليو 2021

آية الهاء في الكتاب

- آية الهاء في الكتاب -

من يسمتمع للقرآن و يلاحظ في بداية بعض السور مايسمى الحروف المقطعة عليه أن يعلم أن سبب ذكرها هو تذكير المسلم بآيات الكتاب .

الذي نملكه اليوم هو قرءان أي قراءة فبمثل ماأنزل الله هذه القراءة أنزل معها الكتابة ، فالبشرية الأولى أنزل لها الله نظام كتابة كتب به الأولون الكلام المقدس و كل العلوم التي تحتاج توثيق .

[ كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِیِّـۧنَ مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِیَحۡكُمَ بَیۡنَ ٱلنَّاسِ فِیمَا ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِۚ ] البقرة 

الكتاب الذي أنزل مع النبيين هو كتاب بمعنى كتابة و ليس قراءة ، فالكتاب هو شيئ مكتوب و القرآن من أول ذكر لسورة البقرة يذكره (الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه ..) ... الكتاب هذا اعتمد في نظامه الكتابي  على رسم كل الموجوات حول الإنسان و أعطى لكل صورة إسم معين ينطق به فطريا بنفس كل الاسماء التي علمها الله لآدم .

عندما تبحث بشكل فطري في الذاكرة الأثرية للمنطقة ستجد أن الكتابات المصرية هي كتابة اعتمدت في نظامها على تصوير كل الموجودات التي خلقت في الأرض من حيوانات و نباتات و اعضاء جسم الإنسان و كل الوسائل الفطرية الأولى التي اعتمد عليها الإنسان ، بحيث يبلغ عدد الرموز التي اعتمد عليها في نظام الكتاب بمئات من الرموز الكتابية التي أعطي فيها لكل رمز تصويري منطوق إسمه الذي يساهم في كتابة كلمات تامة .. تلك الرموز الكتابية في حقيقتها هي بتعبير القرآن آيات و قد أعطى القرآن منها عدة أمثلة فيما يسمى بالحروف المقطعة (كاف ، هاء ، ياء ، عين ، صاد ، ألف ، لام ، ميم ...الخ) .

الآن سنناقش رمز كتابي تصويري و هو آية من آيات الكتاب الأول الذي أنزله الله ، و قد ذكر في بداية سورة مريم :
[كاف ها يا عين صاد ذكر ربك رحمة عبده زكريا ..] مريم .

نحن عندما نبحث بين هذه المقاطع الصوتية و نسمع مقطع "عين" فإنها فطريا بلسان عربي نحن نطلق تسمية العين على عضو الحاسة التي نبصر بها (👁) ، و سنرسم رمز عين و ننطقه عين ، وهو فعلا رمز كتابي تصويري اعتمد في الكتابة التصويرية المصرية .

لكن من تلك الرموز ماهو الرمز التصويري الذي ينطق "هاء" ..وهل هناك لدينا في اللسان العربي شيئ يسمى "هاء" ؟ عندما نبحث لا نجد أي شيئ نسميه هاء ، فهل هناك شيئ تحرف أسمه أو نسينا إسمه و كان قديما يسمى "هاء" ؟ الحقيقة نعم ...

لو تلاحظ معي أن القصبة الهوائية لدينا عندما نخرج الهواء عن طريقها من الرئة فإن صوت شهيقها يكون بنفس منطوق صوتي يصدر ويشكل نطق "هاء" ، فما هي التسمية الحقيقة للقصبة الهوائية ؟ إسم القصبة الهوائية هو وصف و ليس تسمية فالتسية من شروطها أن تحمل كلمة واحدة تدل على الشيئ المسمى بدقة .

التسمية العربية الأصلية للقصبة الهوائية هو "هاء" كونها هي العضو المسؤول عن إدخال و إخراج الهواء ، ولو تلاحظ معي حتى أن تسمية "الهواء" تملك نفس الإشتقاق الإسمي من كلمة "هاء" .. فسبب التسمية الأصلية للقصبة الهوائية بإسم الهاء يرجع بالدرجة الأولى للصوت الذي تصدره هذه القصبة فطريا عند شهيقها و ادخالها للهواء فيكون الصوت "هاااء" ... لو تلاحظ معي كذلك عندما نتثاءب و ندخل ااهواء للقصبة الهوائية فإننا ننطق "هاااا" دون شعور .

الآن إذا عرفنا أن القصبة الهوائية تسمى "هاء" فهل في الكتابات المصرية هناك رمز كتابي للقصبة الهوائية ؟ 

الحقيقة نعم ، هناك رمز تصويري لرأس غزال متصل مع قصبة بهذا الشكل ( 𓄉 ) مع أنهم يقولون أنه متصل بدبوس ، وحقيقة هذا الرمز أنه يبين القصبة الهوائية و قد تم اختيار الغزال كونه أكثر الحيوانات امتلاكا لقصبة هواء جيدة ، فالغزال معروف أنه لايملك وسيلة للدفاع عن نفسه سوى الركض من مفترسيه ، لذلك رزقه الله  قصبه هوائية تعمل بشكل جيد وقوي من خلال ادخال و اخراج الهواء الذي يساعده في تحمل جهد الركض .. 

في الصورة أسفله لو تلاحظ معي في شكل قرون الغزال ستجدها تشبه في مظهرها شكل الدوائر الموجودة على القصبة الهوائية ، فالله خلق في قرون الغزال دليلا في أنها تملك اقوى قصبة هوائية و جعل قرونها شاهدا على ذلك لمن يتدبر ، صورة قرون الغزال ستشاهد بها شبه واضح و متطابق لشكل القصبة الهوائبة .. حتى أنك لو تلاحظ معي في شكل القصبة الهوائية و الحنجرة كما في الصورة اسفله ستجد أن الحنجرة تشبه رأس غزال بقرنين متصل بالقصبة كما هو موضح بالصورة المرفقة .

من آيات الله في الكتاب أنه اختار الغزال ليمثل بقصبة الهوائية آية "هاء" ، و الناس عندما ترسم قصبة متصلة مع رأس غزال فالمقصود به هو القصبة الهوائية و تقرأ الآية "ها" .

.
.
.
.
.
يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق