ذكرنا في المنشور السابق أن قريش المقصود به هو الصقر ، و أن هذا الشعب الذي سمي نسبة لهذا الصقر هو الشعب الذي سكن منطقة سيناء و ما حولها .
لكن لم تكتمل معنا صورة قريش بسبب ان خطاب القرآن يتحدث حولهم بشكل يدعوا للتساءل :
[ لإلافي قريش إلافهم رحلة الشتاء و الصيف....] قريش .
لا أعلم إن كان هذا يصادف الجميع لكن أي قارى لصورة قريش بشكل بعيد عن التراث سيتبادر في تفكيره صورة الفيلة .. و أظن أن هذا الشيئ سببه ذكر القرآن لصورة الفيل قبل صورة قريش مباشرة .
الكلمات الأولى لصورة قريش تبتدأ بشكل كلام غريب "لإلافي" .."إلافهم" ،فما معناهم ؟
الكلمات هذه عندما نحللها استماعا بمعيار أن القرآن تكتمل عبرته بسماعه(و إذا قرأ القرآن فاستمعوا له و انصتوا ) ، فإن الكلمة مركبة من ثلاث أدوات :
لِ + إلى + في = لإلافي (ركبت في كلمة) .
• لِ (بالكسرة) = أداة وصول .. مثلا :
ذهبت للسوق ( لِ السوق ) ، ذاهب للبيت (لِ البيت ) .
• إلى : وهي كذلك تستعمل لتحديد الطريق من و إلى ... مثلا :
إنطلقت من الدار إلى الجامع .
• في : و هي ضرف مكان داخلي ... مثلا :
ركبت في المركبة (كون المركبة شيئ يمكن الدخول داخله) .
و من هنا نستدل أن الكلمة تشير إلى معاني الوصول و السير باستعمال شيئ يحمل ضرف مكان ... و الحقيقة أن كلمة (لإلافي) عندما تكون مركبة تذكرنا بمصطلح فرنسي و إنجليزي يطلق على الفيل (elephante) (إليفو بالفرنسي ، و إليفانت بالإنجليزي) .
عندما تبحث في الفيل تجد أنه حيوان قديم تم استعماله للسير و الركوب (آية الأثار المصرية مع الصورة المرفقة) ، و هو لازال في ميراث بعض القبائل الإفريقية و الهندية نظرا لبقاء هذا الفصيل داخل تلك البقع الأرضية و انقراضه من أخرى بسبب تصحر الأراضي و قلة الغطاء النباتي .
المميز في الفيل أنه وسيلة توصيل من و إلى : ل إلى .
المميز كذلك انه قديما كانت يوضع فوق بوت يشبه العلبة يمكن الدخول داخله : في .
كلمة "فيل" كذلك هي كلمة مركبة من "في + ل "
يركب فيه و اللام المكسورة اداة وصول .
الآن عندما تقرأ الصورة القرآنية :
[ل إلافي قريش إلافهم رحلة الشتاء الصيف ] .. فإن عبارة "إلافهم رحلة الشتاء و الصيف" تعني "فيلهم رحلة الشتاء و الصيف" ... بمعنى أنهم كانو قبيلة يستعملون حيوان الفيل للترحال رحلة الشتاء و الصيف .
لكن عبارة "ل إلافي" تفيد أن "إلافي" هي منطقة كذلك يمكن الوصول إليها و سميت بهذا الإسم نظرا لعلاقتها برحلة قريش التي كانوا يترحلونها شتاءا و صيفا .
هل يمكنك تخيل جغرافيا تشبه الفيل .. في الصورة المرفقة أسفله وضعت صورة خريطة توضح سيناء (كونها منطقة قريش) بالنسبة لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ،و من خلال استعمال دقة الملاحظة الأفقية للخريطة المائية للبحر الأبيض المتوسط و استدلالا بآيات خلق الله :
[ و في الأرض آيات للموقنين ] الذاريات .
فإنك ستلاحظ أن أقصى غرب البحر الأبيض المتوسط و شمال إفريقيا شكل واضح لرأس فيل بخرطوم صغير و عين جزيرة وسط البحر توضح عينه ، و قد وضعت على رأسه دائرة لمن يوقن بآيات الله .
جميعنا يسمع بما يسمى الحضارة الفينيقية التي استخرجتها الدراسة الغربية حول هجرات شعب سكان البحر الأبيض المتوسط .. و هو تدليل على أن هذا الشعب .
نسمع كذلك بما يسمى حرب حنيبعل و قرطاج المرتبطة بغرب شمال إفريقيا ( او ما يسمى معركة زاما التي قادها حسبهم ملك قرطاجي يدعى حنيبعل) ، بحيث كانت هذه الحروب تعتمد على الفيلة بمثل ما استعمل حنيبعل الفيلة في مقدمة جيشه في حربه ضد الرومان (الحرب البونيقية )... و هذا تلميح لعلاقة البحر الأبيض المتوسط و غربه بحيوان الفيل .
عند الرجوع للآية ففيها دلالة لرحلة قريش ل إلافي أي إلى غرب البحر المتوسط ، و إلافهم هو الفيل الذي يستعملونه للترحال رحلة الشتاء و الصيف بين سيناء و ساحل البحر المتوسط .
.
.
.
.
.
.
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق