الثلاثاء، 26 يوليو 2022

.. الأثر المصدق للبحر العذب و صقر قريش ..


أسلوب الفن التمثيلي هو أسلوب يعتمد على تصميم أو نحت مجسمات تؤدي دور توصيل الأفكار ، و الإنسان الأول اعتمد على فن نحت التماثيل كأسلوب من أساليب الفن الكتابي .
قراءة هذه التماثيل يعتمد على تحليل و دراسة الدلالات المجسمة في الأشكال المنحوتة .. فمثلا عندما نشاهد تمثال أسد برأس بشري فهذا لا يعني أن هناك مخلوق بهذا الشكل إنما الدلالة هي توصيل فكرة أن الشخص الذي نُحِت وجه رأسه يمثل دور القيادة كون شخصية جسد الأسد تعرف بكونها رمزا للقيادة (زعيم الحيوانات) .
في الآثار المصرية نجد شكل تمثال بجسد تمساح و رأس صقر .. فمالدلالة ؟
المستشرقين و من يمشي على مناهج الترجمات الغربية فسّر التمثال تفسيرات مثيولوجية ، وقالوا أنه امتزاج آلهيتين كان يعبدها المصريون تحت إسمي سوبيك و حورس و أن التمثال هو تجسيد لهما ... و هي تفسيرات خرافية لا تمت للمنطق بصلة .
ذكرنا في مناشير سابقة وفقا لمنهجنا المعتمد على شكل تضاريس جغرافيا الأرض في تحديد تسميات المناطق .. أن :
• أرض سيناء تشبه في تضاريسها شكل الصقر ، و شرحنا بالتفصيل أن أصل تسمية قريش راجع للصقر .
• أن البحر الأحمر هو البحر العذب الذي تم إفساده و تمليحه بشق قناة السويس التي حفرت في مجمع البحران و أخلطته بالبحر الأبيض المتوسط المالح .. و أن البحر العذب لا يبغي الإختلاط مع البحر المالح في البرزخ الحاجز بسيناء .
• أن تسمية البحر العذب الأحمر هو بحر القصص ، و ذكرنا أن مفردة القص الأولى تعود للتمساح الذي يمثل بشكل فمه القاطع المعيار الأول لاختراع المقص ، و أن التمساح أصل تسميته هو القصص ... و أن موسى حينما سار مع فتاه في آية سورة الكهف "فارتدا على آثارهما قصصا" هو عودتهم لمنطقة البحر الاحمر الذي هو القصص .
(المناشير التي توضح أكثر هذه النقاط تجدون روابطها على أول التعليق) .
الآن عندما يكون الإنسان الأوّل في مصر قد وجد شكل البحر الأحمر بشكل تمساح ، و وجد أن تضاريس شكل أرض سيناء بشكل صقر ... فإنه قد شكل هذه التضاريس و أوضحها بتجسيدها في جسد تمساح برأس صقر ... ولو تلاحظ معي أن منطقة سيناء تقع شمال البحر الأحمر ممثلة رأس المنطقة .
إذا المقصود بالأثر الذي يمثل شكل تمساح برأس صقر هو الدلالة و التوضيح و التصديق لجغرافيا مهمة لمصر تقع شرقها ، و هي منطقة البحر العذب قبل إفساده و منطقة قريش (الصقر) التي تقع شمال البحر .
و لمن لا يؤمن بالصور الافقية (الآفاق) و آياتها الدالة ... نقول له " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيئ شهيد " فصلت .
اتمنى قراءة المناشير في أول تعليق دون حكم مباشر ... و سيتبين الحق لمن ابتغى و الله على كل شيئ شهيد ، خلق و يرى هذا منذ القرون الأولى .

 


الخميس، 7 يوليو 2022

... لإلى في قريش و فيلهم الأزرق ...


ذكرنا في المنشور السابق أن قريش المقصود به هو الصقر ، و أن  هذا الشعب الذي سمي نسبة لهذا الصقر هو الشعب الذي سكن منطقة سيناء و ما حولها .
لكن لم تكتمل معنا صورة قريش بسبب ان خطاب القرآن يتحدث حولهم بشكل يدعوا للتساءل :
[ لإلافي قريش إلافهم رحلة الشتاء و الصيف....] قريش .

لا أعلم إن كان هذا يصادف الجميع لكن أي قارى لصورة قريش بشكل بعيد عن التراث سيتبادر في تفكيره صورة الفيلة .. و أظن أن هذا الشيئ سببه ذكر القرآن لصورة الفيل قبل صورة قريش مباشرة .

الكلمات الأولى لصورة قريش تبتدأ بشكل كلام غريب "لإلافي" .."إلافهم" ،فما معناهم ؟

الكلمات هذه عندما نحللها استماعا بمعيار أن القرآن تكتمل عبرته بسماعه(و إذا قرأ القرآن فاستمعوا له و انصتوا ) ، فإن الكلمة مركبة من ثلاث أدوات :
لِ + إلى + في = لإلافي (ركبت في كلمة) .

• لِ (بالكسرة) = أداة وصول .. مثلا :
 ذهبت للسوق ( لِ السوق ) ، ذاهب للبيت (لِ البيت ) .

• إلى : وهي كذلك تستعمل لتحديد الطريق من و إلى ... مثلا :
إنطلقت من الدار إلى الجامع .

• في : و هي ضرف مكان داخلي ... مثلا :
ركبت في المركبة (كون المركبة شيئ يمكن الدخول داخله) .

و من هنا نستدل أن الكلمة تشير إلى معاني الوصول و السير باستعمال شيئ يحمل ضرف مكان ... و الحقيقة أن كلمة (لإلافي) عندما تكون مركبة تذكرنا بمصطلح فرنسي و إنجليزي يطلق على الفيل (elephante) (إليفو بالفرنسي ، و إليفانت بالإنجليزي) .

عندما تبحث في الفيل تجد أنه حيوان قديم تم استعماله للسير و الركوب (آية الأثار المصرية مع الصورة المرفقة) ، و هو لازال في ميراث بعض القبائل الإفريقية و الهندية نظرا لبقاء هذا الفصيل داخل تلك البقع الأرضية و انقراضه من أخرى بسبب تصحر الأراضي و قلة الغطاء النباتي .

المميز في الفيل أنه وسيلة توصيل من و إلى : ل إلى .
المميز كذلك انه قديما كانت يوضع فوق بوت يشبه العلبة يمكن الدخول داخله : في .

كلمة "فيل" كذلك هي كلمة مركبة من  "في + ل "
يركب فيه و اللام المكسورة اداة وصول .

الآن عندما تقرأ الصورة القرآنية :
[ل إلافي قريش إلافهم رحلة الشتاء الصيف ] .. فإن عبارة "إلافهم رحلة الشتاء و الصيف" تعني "فيلهم رحلة الشتاء و الصيف" ... بمعنى أنهم كانو قبيلة يستعملون حيوان الفيل للترحال رحلة الشتاء و الصيف . 

لكن عبارة "ل إلافي" تفيد أن "إلافي" هي منطقة كذلك يمكن الوصول إليها و سميت بهذا الإسم نظرا لعلاقتها برحلة قريش التي كانوا يترحلونها شتاءا و صيفا .

هل يمكنك تخيل جغرافيا تشبه الفيل ..  في الصورة المرفقة أسفله وضعت صورة خريطة توضح سيناء (كونها منطقة قريش) بالنسبة لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ،و من خلال استعمال دقة الملاحظة الأفقية للخريطة المائية للبحر الأبيض المتوسط و استدلالا بآيات خلق الله :
[ و في الأرض آيات للموقنين ] الذاريات .

فإنك ستلاحظ أن أقصى غرب البحر الأبيض المتوسط و شمال إفريقيا شكل واضح لرأس فيل  بخرطوم صغير و عين جزيرة وسط البحر توضح عينه ، و قد وضعت على رأسه دائرة لمن يوقن بآيات الله .

جميعنا يسمع بما يسمى الحضارة الفينيقية التي استخرجتها الدراسة الغربية حول هجرات شعب سكان البحر الأبيض المتوسط  .. و هو تدليل على أن هذا الشعب .

نسمع كذلك بما يسمى حرب حنيبعل و قرطاج المرتبطة بغرب شمال إفريقيا ( او ما يسمى معركة زاما التي قادها حسبهم ملك قرطاجي يدعى حنيبعل) ، بحيث كانت هذه الحروب تعتمد على الفيلة بمثل ما استعمل حنيبعل الفيلة في مقدمة جيشه في حربه ضد الرومان (الحرب البونيقية )... و هذا تلميح لعلاقة البحر الأبيض المتوسط و غربه بحيوان الفيل .

عند الرجوع للآية ففيها دلالة لرحلة قريش ل إلافي أي إلى غرب البحر المتوسط ، و إلافهم هو الفيل الذي يستعملونه للترحال رحلة الشتاء و الصيف بين سيناء و ساحل البحر المتوسط .

.
.
.
.
.
.

يتبع ..

من هو صقر قريش الحقيقي


.. من هو صقر قريش الحقيقي ؟ ..

" و في الأرض آيات للموقنين " 
لمن يوقن بآيات قطع الأرض المتجاورات ، لو تلاحظ أن المنطقة المسماة "سيناء" شبيهة لحد كبير لشكل الصقر أو الطير الجارح .. و لو تلاحظ معي أن شكل الكوفية من بدو المناطق المتاخمة أو القريبة من هذه القطعة يلبسون الكوفية التي تشبه كذلك شكل ريش الصقر ، و السبب في هذه الثقافة هو معرفتهم القديمة لأن هذه المنطقة تشبه الصقر .

كتب التراث تذكر لقب "صقر قريش" و تنسبه كونه لقب نسب لشخصية دينية قديمة تسمى "عبدالرحمان الداخل" لكن هذا تعتيم ..ماذا لو قلنا لكم أن طير الصقر له لقب يدعى "قريش" ؟

عندما نريد معرفة أي علم معين علينا الإبحار في تفكيك الكلمات ، فالكلام هو عبارة عن علم كبير يحمل في كل إسم ننطقه علم و معنى .. فالمسميات في أصلها لم تنشأ بشكل فوضوي إنما خرجت على علم .

عندما نسمع كلمة "قريش" فإن المعاجم اعطتها عدة معاني ، لكننا عندما نسمعها يجول في خاطرنا عدة أسماء تنتمي لنفس الحقل اللساني و أوّلها هو الإسم الذي يطلق على المال (القرش) ..

الحقيقة أن إسم القرش مرتبط بالكسب أو الغنيمة حسب بعض المعاني الواردة في القواميس وهو تفسير منطقي يتطابق مع معنى "القرش" الذي يتحصل عليه الإنسان كمكافئة أو أجر يمكنك من تحصيل ما يبغيه من الرزقة .. فهو غنيمة .

عندما نبحث في أصل الإسم بشكل معمق فإننا نجد أن المهنة الأولى التي امتهنها المخلوقات من أجل العيش و الكسب هو الصيد ، و هذا ما سيجعلنا سنتذكر كائن بحري يحمل إسم مطابق و هو حوت القرش .. فلو تتعمق في في صورة شكل حيوان القرش ستجده في فمه يشبه الرمح و حتى في انطلاقته التي تسبق صيده لفريسته فستجده كذلك ينطلق بشكل مستقيم كالرمح بالضبط .. و هذا الشيئ سيجعلك تتيقن أولا أن هذا الحيوان سمي بالقرش كونه مرتبط بالصيد الذي هو اصل الكسب و الغنيمة ، و سيجعلك تتذكر آية قرآنية أخرى تربط الصيد بالرماح :
[يا أيها الذين آمنوا ليبلونّكم الله بشيئ من الصيد تناله أيديكم و رماحكم ..] المائدة .

وهذا سيجعلنا كذلك نتذكر آية أخرى تربط الصيد بمخلوقات أخرى ، و هي الجوارح :
[ يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيّبات و ما علّمتم من الجوارح مكلِّبين تعلِّمونهن مما علّمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم و اذكروا اسم الله عليه ..] المائدة .
الجوارح هي الطيور الجارحة ، فهي تعتمد في صيدها على جرح الفريسة بمخالبها و منقارها و هو ما ينطبق على الصقر  (لو تلاحظ معي ريش الصقر يحمل بقع تشبه بقع دماء جروح) ، و قد ربطت العبارة بالكلاب  (مكلّبين) كون أصل استعمال الكلاب هو الصيد ، فالجوارح يمكن أن يتم تعليمها الصيد كما تتعلم كلاب الصيد ، و هذه الثقافة ما زالت منتشرة اليوم في بعض المناطق التي تربي الصقور و تدربها على الصيد .

لو نلاحظ كذلك مشاهد انقضاض الصقور على فراءسها فستجدها تنطق بشكل مستقيم كالرمح و تنقض بمخالبها على الهدف ، و هي تشبه لحد كبير شكل الرمح لَمّا يرسل و يصيب هدفه كحوت القرش .

[لإلافي قريش إلافيهم رحلة الشتاء و الصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف ] قريش .
الصقر هو قريش ... و هي منطقة سيناء و مايحيط بها ، و أهل قريش هم السكان الذين سكنوا تلك المنطقة من بدو رحّالة كانو يترحلون صيفا و شتاءا .. و القرآن يلمح لرحلة الشتاء و الصيف كإشارة للطيور و منها طير الصقر الذي يتنقل شتاءا للمناطق الحارة و صيفا يترحل للمناطق الباردة .

العمامة أو السلخ او الكوفية التي تحمل نفس بقع هذا الطير الجارح لبسها قريش لأنهم هم قريش ... و منطقة فلسطين هي ارض مصرية و البيت الحرام هو الهرم الأكبر بالجيزة .