أظن أنه لن نحتاج الدخول في مقدمات و سندخل في الموضوع مباشرة ، هل الإسم الذي نطلقه على التمساح صحيح ؟ و ما أصل هذه التسمية ؟ ..
عند سماع أي إسم علينا أن نعرف معنى الإسم و سبب تسميته بذلك النطق و إلا فإنه يصبح مشكوك في قابليته مع المسمى الذي سمي عليه ، مثلا نحن عندما نسمي المفتاح مفتاحا فلأن خاصيته هي فتح الأبواب (فتح ، يفتح ، مفتاح) ، عندما نسمي المقص مقصا فلأنه يقص الأشياء (قص ، يقص ، مقص ..) ..وهكذا .
موضوعنا هو هل تسمية التمساح هي تسمية صحيحة ؟ في البداية علينا أن نحلل الإسم مقارنة مع خصائص هذا الحيوان و إذا لم يوجد أي ارتباط بين تسميته و بين سماته و خصائصه فهو إسم مغلوط ..
يشتهر التمساح بكونه يمتلك أقوى فك وأحدّ الأسنان و الأنياب من بين الحيوانات بحيث أنه لايستطيع أن يبلع فريسته إلا إذا قطعها قطعا بأنيابه ، لو تقارن بين شكل فم التمساح و مميزاته ستجده مشابه لعمل المقص القوي الذي يستعمل لقطع الأشياء القوية البنية ، فماذا لو كانت التسمية الأولى التي أطلقت على هذا الحيوان هي القصص ؟
لو تنظر في فك التمساح القوي وأسنانه القاطعة ستجده يعمل نفس عمل المقص الذي يخصص لقطع الأسلاك القوية أو السبائك القوية ، و الحقيقة أن هذا الحيوان كان يطلق عليه قديما إسم "القصص" كونه يقص فريسته و كل شيئ قطعا قطعا و قد أعطاه الله أقوى فك و أحد أسنان و انياب بين جميع الحيوانات .
الحيوان هذا كان يطلق عليه إسم القصص ، وفي مقالات سابق ذكرنا أن القصص المقصود بآية [فارتدا على أثارهما قصصا] هو الساحل البحر الأحمر وذكرنا شبهه للمقص و على اعتبار أن كلمة القصص لها ارتباط بكلمة القصص ، و تطرقنا كذلك لكون منطقة مجمع البحرين التي قصدها موسى و فتاه هي سيناء الحالية التي تقع كحاجز بين البحر الأحمر و البحر الأبيض المتوسط ، و لمن لم يطلع على المقالات فهي على الروابط التالية :
البحر الأحمر و نهر الجمل النيل :
https://bahithalhikma.blogspot.com/2020/10/1_70.html?m=1
2- : البحر الأحمر و البحر العذب :
https://bahithalhikma.blogspot.com/2020/10/2_46.html?m=1
3- البحر العذب و قصص مجمع البحرين :
https://bahithalhikma.blogspot.com/2020/10/3_5.html?m=1
لو تلاحظ في شكل ساحل البحر سيطلع معك أن ساحله يشبه إصبعي السبابة و الوسطى في الإشارة المعروفة إلى شكل المقص ، لكن لو تدقق أكثر ستجد أن شكل البحر الأحمر بصفة عامة يشبه شكل التمساح و ساحله بالضبط يشبه شكل فم التمساح فاتح فكيه لتقطيع فريسته ، فماذا لو كان يطلق على منطقة ساحله إسم "القصص" بمعنى التمساح ؟
إن أيّة تسمية لمنطقة محددة يجب أن تستند إلى أبرز سيمات العنصر المحدد ، فإذا كان هناك نهر يشكل بتعرجاته رأس جمل و حدبتيه فمنطقيا الناس ستسميه "نهر الجمل" ، إذا كانت هناك بحيرة شكل حدودها يشبه شكل حوت فإننا سنسميها " بحيرة الحوت " وهكذا .. فكذلك ساحل البحر الأحمر تم تسميه من قبل القرآن بشكل فطري بإسم القصص لأنه يشبه شكل القصص (التمساح) فاتح فمه .
الآن سيبقى لنا معرفة معنى إسم "التمساح" و هل هو إسم صحيح و ما مصدره ؟
الحقيقة أن إسم "تمساح" هو إسم يتكون من شقين "تم ساح" و التسمية تعرضت لتحريف بسبب لهجة نطق الكلمة ، و مثل ماهو معروف فإن اللهجة هي كلمة مصدرها "اللهج" أي تعب الإنسان في نطق الكلمة تجعله يحرف فيها بعض الشيئ كي ينطقها بشكل سلس و أكثر أريحية .
كلمة "تمساح" أصلها هو "فم ساحل" لكون هذا الحيوان كان هو الحيوان الذي يشبه فم ساحل البحر البحر الأحمر ، و الكلمة تعرضت لتحريف لهجي على الشكل التالي :
فم : حرفت لكلمة "تم" فالجميع يعرف أن هناك من إخوتنا المشارقة من ينطقون حرف التاء فاء بمثل كلمة "فم" التي ينطقوها "تم" ، مثلا يقال "يسلمك تمك" بدل "يسلم فمك" .
ساحل : حرفت لكلمة "ساح" بحيث هضمت اللام في نهاية الكلمة ، وهو تقليد معروف في اللهجات المحلية ، مثلا في مصر هناك مناطق تقول "يا ود" بدل "ياولد" فتهضم اللام ، أو "بت" بدل "يابنت" فتهضم النون ..فكذلك بالنسبة لكلمة "ساحل" في عبارة "فم ساحل" فأصبحت تنطق "ساح" بدل "ساحل" و هضمت اللام .
تم ساح = فم ساح = فم ساحل .
سنثبت هذا بشكل جيد عندما ندرس معا إسم "السحلية" و الجميع لو يقارن شكل السحالي مع التمساح سيجد بأن التمساح هو من نفس الفصيلة إنما هو كبير و ضخم عنهم فقط ، و الحقيقة احترت عندما وجدت التصنيف العلمي الحيواني يصنفه إلى فصيلة جديدة تسمى "التمساحيات" بدل "السحليات" ، فالأصل أن التمساح هو حيوان ينتمي لفصيل السحليات .. مايهمنا في الأمر هو إسم "السحلية" و عن سبب هذه التسمية و أظن ان الجميع عرف الإجابة ، السحلية بالصيغة المؤنثة هي في اصلها المذكر تنطق "ساحل" و قد سميت كذلك كون التمساح الذي هو قائد هذه الفصيلة يشبه "ساحل البحر الأحمر العذب" .
لو تلاحظ أنه في الرموز الكتابية المتواجدة بمصر يوجد رمز التمساح و قد استعمل في الكتابة التي اسماها الغرب هيروغليفية ، ذلك الرمز في حقيقته ينطق "قصص" ..
.
.
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق