ذكرنا في مقالات سابقة بأن التوراة ليست كتاب مستقل ، بل هي آيات الكتابة التي أنزلها الله و المهمة الأبرز لها هي تورية معنى صور الكتاب ... بمثال :
لديك رسم لصورة تعبيرية لبقرة صفراء يتم ذبحها ، فأنت ستعرف أنها بقرة تذبح و ستعطيها عنوان "البقرة الصفراء المذبوحة" لكنك بالمقابل لن تعرف معنى خلفيتها و سبب رسمها و مايريد راسم الصورة إيصاله ، و ستطرح أسئلة في بالك حول سبب ذبح البقرة الصفراء و معنى تلوين البقرة باللون الأصفر و عن ماهية وجود بقر أصفر و هكذا ، و بالتالي أنت في النهاية ستبقى الصورة لك غير واضحة و ستبحث عن إجابات لأسئلتك و لن يجيب على تلك الأسئلة إلا الذي رسم اللوحة بلسانه أو بأن يترك لك كتابة عندما تقرأها ستتمكن من معرفة معنى الصورة و سيضع لك فيها جميع الغموض الذي كان يكتنف الصورة ، بحيث يعطيك تورية عامة و مبينة لجميع خلفيات الصورة .
[إِنَّاۤ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَاةَ فِیهَا هُدࣰى وَنُورࣱ یَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِیُّونَ ٱلَّذِینَ أَسۡلَمُوا۟ لِلَّذِینَ هَادُوا۟ وَالرَّبَّانِیُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُوا۟ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَیۡهِ شُهَدَاۤءَۚ فَلَا تَخۡشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُوا۟ بِـَٔایَاتِی ثَمَنࣰا قَلِیلࣰا وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّه فَأُو۟لَئكَ هُمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ] المائدة
التوراة فيها هدى ونور = يحكم بها النبيون بما استحفظوا من كتاب الله = لا تشتروا بأياتي ثمنا قليلا .
بمعنى أن التوراة كتابة من الله و هي عبارة عن آيات ، ماهي هذه الآيات ؟ و مادورها ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نشير و ننبه ككل مرة بأن كلمة "كتاب" في القرءان تعني كتابة بوعينا اللغوي اليوم ، و كلمة "قرءان" تعني "قراءة" بوعينا اللغوي اليوم ، ذلك أن القرءان لايعترف بمصطلح كتابة وقراءة بصيغة مؤنثة إنما يعترف بهما بصيغة مذكرة ...كأن نقول "هذه قرءان" و ليس "هذه قراءة" و أن نقول "هذا كتاب" وليس "هذه كتابة" .
[الۤر تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَابة الحكيمة] يونس ، المقصود بالآية (ألف لام راء تلك آيات الكتابة الحكيمة) ..بمعنى أن آيات الكتاب هي عبارة عن آيات كل آية لها منطوق رمزي و من أمثلة الآيات "الف" "لام" "راء" بحيث أن كل مقطع من المقاطع الصوتية له كتابة معينة و يسمى آية .
[طسۤمۤ - تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ] الشعراء ، المقصود بالآية (طا سين ميم تلك ءايات الكتابة المبينة) .
[حمۤ - تَنزِیلࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ - كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ] فصلت ، المقصود بالآية (حا ميم - تنزيل من الرحمان الرحيم - كتابة فصلت ءاياتها قراءة عربية لقوم يعلمون )
أظن أنه الآن بدأت الصورة تتضح ، فآيات الكتاب التي هي التوراة عبارة عن ءايات مكتوبة مفصولة عن بعضها ، كل آية تكتب بشكل معين و لها نطق معين و من خلالها يمكن كتابة كلمات محكمة ... و القرءان عندما يبدأ بذكر المقطوعات الصوتية في بداية بعض الصور فهو يقصد لك أن القرءان الذي بين ايدينا خرج من كتابة تحوي آيات لها منطوقات صوتية و يعطيك امثلة هذه الآيات ( الف ، لام ، ميم ، نون ، صاد ، عين ، كاف ها ، راء ، يا ، سين ..الخ) .
سننتقل الآن إلى قراءة آيتين من التوراة و من خلالها ستتمكن من فهم القضية جيدا ..
[يس و القرآن الحكيم] يس ، السطر القرءاني سنفهمه هكذا : (يا سين و القراءة الحكيمة) .. و المعروف أن القراءة لا تكون إلا عن طريق نطق شيئ مكتوب ، و إذا كانت القراءة حكيمة فإنها لن تكتب إلا في كتابة حكيمة :
[الۤمۤ - تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡحَكِیمِ } لقمان ، هذا السطر القرءاني يشير إلى (ألف لام ميم تلك آيات الكتابة الحكيمة] ..بمعنى أن الكتابة الحكيمة هي نفسها خرجت منها القراءة الحكيمة .. وذكر "يا سين" في بداية الصورة هو لتأكيد و إيصال فكرة عن آيات هذه الكتابة .
يا سين و القراءة الحكيمة .. كيف سنجد الآيتين "يا" و "سين" ؟
ذكرنا سابقا أن الهيروغليفية هي نفسها آيات الكتابة التي كتب بها الكتاب ، و التي نجدها موجودة دائما أمام صور تعبيرية مخفي مكنونها و لمن أراد الإطلاع على المقال فهو على الرابط التالي : https://www.facebook.com/327771931437914/posts/750480725833697/
الآن عندما نفتش في حوالي 700 آية التي استعملت في التوراة التي سماها الغرب هيروغليفية و حرّف منطوق كل رمز منها ، سنجد يا و سين قد كتبت كالتالي استنادا إلى اللسان العربي :
1- يا : في الصورة المرفقة أسفله هناك شكل لدبوس متواجد في الكتابات المصرية ، ذلك الدبوس بشكله تم توضيحه من خلال عدة تماثيل تمثل دوره في أنه كان يستعمل في إلقاء الخطابات ، و لاشك أن الجميع و إلى اليوم سيلاحظ ميراث أن إمام الجامع عندما يؤدي خطبته في الناس فإنه يحرس على تواجد عصى في يده لكن ليس بنفس شكل الدبوس الموضح ، وهذه نقطة مهمة تدل على تواجد ميراث قديم يعني بتواجد دبوس يساهم في القاء الخطبة على الجمع ..لو تلاحظ معي شكل الدبوس ستجده بنفس شكل الميكروفونات الصناعية التي تستعمل اليوم في الخطابات الرسمية ، و لا أعلم إن كان هناك علم قديم يتمكن من ترويض دبابيس من نفس تلك الأشكال فعلوم الله واسعة و لا استهتار من ذلك ، فالناس التي عاشت قبل قرن و نصف لم يكن في خيالها اطلاقا أن يأتي اليوم الذي تشغل فيه الطاقة الحرارية التي تشغل من الكهرباء الصناعية دبابيس حديدية و يتمكن الناس من رفع اصواتهم عن طريقها ، لذلك فرضية ان هناك علوم طبيعية يتمكن من خلالها من ترويض مثل تلك الدبابيس لرفع الصوت والقاء الخطب وارد جدا ... لو تبحث في اللغة الفصحى ستجد بأن ذلك النوع من العصي تم تسميته عن طريق المعاجم الأعجمية بإسم "صولجان" لكن في الحقيقة هو إسم محرف من الإسم الأصل الذي هو "صوتجان" ، فالإسم مكون من شقين (صوت + جان ) فتم دمج الكلمة إلى (صوتجان) و تم تحريف حرف التاء في إسم صوت إلى لام و أصبح الإسم (صولجان) .. وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك طريقة معينة يتمكن من خلالها من تسخير جزيئات أو كيانات طاقية معينة تصدر الصوت عن طريق الجان باستعمال تلك العصى .
مايهمنا مبدئيا هو سؤال سيتبادر إلى الجميع ، و هو لماذا حكمت على أن رمز دبوس الخطاب ينطق "يا" ، الإجابة سهلة و واضحة فأداة النداء التي تستعمل في الخطاب هي "يا" و اللخ يستعملها في كثير من كلامه "يا أيها الناس " ، "يا أيها الذين آمنوا" ، "يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم" ، "يا بني إسرائيل" ..فالياء هي أداة ننطقها لمخاطبة الجمع أو مخاطبة الفرد و المغزى منها هو مناداة الناس و جعلهم يركزون مع الشخص الذي يلقي الخطبة ... فمنطقيا "أداة الخطاب" المادية التي يستعملها الناس لإلقاء خطبهم سيكون قراءتها بنفس "أداة الخطاب" التي نستعملها في كلامنا "يا" .
لو تلاحظ معي أنه في الكتابة اللاتينية يكتب حرف "ي" بالشكل التالي "y" بشكل مصغر ، و "Y" بشكل مكبر ..و لو تنظر إليهم بشكل مقلوب من الفوق لتحت ستجدهم بنفس شكل الدبوس تقريبا ، فالذين اوتو علم الكتابة من بنو اسرائيل يعلمونها جيدا .
إذا فالآية (الرمز التصويري) الذي ينطق "يا" في التوراة هو ذلك الدبوس الموجود في الصورة و الذي تم قراءته زورا عن طريق علماء بريطانيا و فرنسا الذين ادعوا تفكيك الرموز و حرفوها ..قرأوه "ws" لكن حقيقته يقرأ "يا" .
سين : في الصورة المرفقة وضعت صورة للرمز التصويري الذي قرأه الغرب زورا "sp" ، و الحقيقة أن الصورة هي لسينية قديمة و ليس لبيدر حبوب كما ذكرو ، لكن الملاحظ أنه يوجد شبه لمن يرى الصورة برؤية سطحية ... قبل أن ندخل النقاش يجب الإشارة إلى نقطة مهمة و هي لماذا سميتها "سينية" و ليس "صينية" ؟
الحقيقة أنه في الكثير من المناطق لدينا مغاربيا نطلق عليها "سينية" بالسين و ليس بالصاد و قد احترت حقيقة عن سبب اختلاف النطق على هذه الآنية ، و الحل الأجدر الذي يجب أن نحتكم إليه لمعرفة الإسم الصحيح لهذه الآنية هو معرفة مصدر تسميتها و من خلاله سنتمكن من معرفة أي الإسمين هو الأصل بالسين أم بالصاد ؟
عند البحث عن مصدر كلمة "صينية" بالصاد لن نجد معنى واضح يؤصل لتسمية هذه الآنية بهذا الإسم ، لكن عند البحث عن معنى التسمية بالسين "سينية" سنجد أن المصدر لهذه الإسم هو "يسني" و هي كلمة نتداولها شعبيا بمعنى "ينظم" ، فنقول "إسني حوايجك" بمعنى "نظم حوائجك" ... وهناك تأصيل لساني واضح بين كلمة "سينية" و "يسني" ، و هو مايدل على أن السينية تم تسميتها بهذا الإسم كونها تنظم الأشياء التي توضع فيها ، و لو تلاحظ معي الصورة أسفله ستجد بأن الدوائر الموضوعة داخلها هي منظمة و مصفوفة بشكل دائري ، كما أن هذه الآنية تستعمل في عدة استعمالات سواءا لتقديم الأطباق أو حمل الصحون أو حمل الكعك أو لطهي الكعك بوضع العجين المشكل للحلوة بشكل منظم عليه ووضعه في الفرن ... و الملاحظ الأبرز في هذه الآنية أنك عندما تضع فيها الأشياء كالأواني أو الفناجين أو الكؤوس هو وجوب جعلها منظمة بشكل مرتكز على الوسط و إلا ستسقط الأشياء التي تحملها ، فلو تضع الصحون أو الكؤوس عليها دون تنظيم ستسقط حمولتها و تنكسر الكؤوس و الصحون ..لذلك سميت "سينية" فهي تعتمد على أن يكون مستعملها منظما في وضع الأشياء عليها كما يجب أن تحمل الأشياء بشكل منظم .
الصورة هي في الحقيقة لسينية تحمل عجين كعك بشكل دائري و منظم استعدادا لوضعه في الفرن ، بمثل السينية التي تقوم تلك الجدة بسني العجين داخلها قبل وضعها في الفرن .
الآن سأطرح إليك سؤال "ماهي الصيغة المذكرة لإسم سينية (صينية) إذا أردنا تحويلها من الصيغة المؤنثة إلى المذكر ؟"
الصيغة المذكرة لكلمة "سينية" هو "سين" ... "نقول هذه سينية" بصيغة مؤنثة ، و نقول "هذا سين" بصيغة مذكرة .
الكتابة تعترف بالرمز بقراءة مذكرة و يقرأ "سين" .
الآن معك رمزان كتابيان من التوراة من مجموع عدة رموز التي لها منطوقات صوتية ، و سنقرأ الرموز رويدا رويدا ...
.
.
.
.
.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق