الخميس، 24 يونيو 2021

- يا سين بخط التوراة الكتابي -



ذكرنا في مقالات سابقة بأن التوراة ليست كتاب مستقل ، بل هي آيات الكتابة التي أنزلها الله و المهمة الأبرز لها هي تورية معنى صور الكتاب ... بمثال :
لديك رسم لصورة تعبيرية لبقرة صفراء يتم ذبحها ، فأنت ستعرف أنها بقرة تذبح و ستعطيها عنوان "البقرة الصفراء المذبوحة" لكنك بالمقابل لن تعرف معنى خلفيتها و سبب رسمها و مايريد راسم الصورة إيصاله ، و ستطرح أسئلة في بالك حول سبب ذبح البقرة الصفراء و معنى تلوين البقرة باللون الأصفر و عن ماهية وجود بقر أصفر و هكذا ، و بالتالي أنت في النهاية ستبقى الصورة لك غير واضحة و ستبحث عن إجابات لأسئلتك و لن يجيب على تلك الأسئلة إلا الذي رسم اللوحة بلسانه أو بأن يترك لك كتابة عندما تقرأها ستتمكن من معرفة معنى الصورة و سيضع لك فيها جميع الغموض الذي كان يكتنف الصورة ، بحيث يعطيك تورية عامة و مبينة لجميع خلفيات الصورة .

[إِنَّاۤ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَاةَ فِیهَا هُدࣰى وَنُورࣱ یَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِیُّونَ ٱلَّذِینَ أَسۡلَمُوا۟ لِلَّذِینَ هَادُوا۟ وَالرَّبَّانِیُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُوا۟ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَیۡهِ شُهَدَاۤءَۚ فَلَا تَخۡشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُوا۟ بِـَٔایَاتِی ثَمَنࣰا قَلِیلࣰا وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّه فَأُو۟لَئكَ هُمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ] المائدة 
التوراة فيها هدى ونور = يحكم بها النبيون بما استحفظوا من كتاب الله = لا تشتروا بأياتي ثمنا قليلا .
بمعنى أن التوراة  كتابة من الله و هي عبارة عن آيات ، ماهي هذه الآيات ؟ و مادورها ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نشير و ننبه ككل مرة بأن كلمة "كتاب" في القرءان تعني كتابة بوعينا اللغوي اليوم ، و كلمة "قرءان" تعني "قراءة" بوعينا اللغوي اليوم ، ذلك أن القرءان لايعترف بمصطلح كتابة وقراءة بصيغة مؤنثة إنما يعترف بهما بصيغة مذكرة ...كأن نقول "هذه قرءان" و ليس "هذه قراءة" و أن نقول "هذا كتاب" وليس "هذه كتابة" .

[الۤر تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَابة الحكيمة] يونس ، المقصود بالآية (ألف لام راء تلك آيات الكتابة الحكيمة) ..بمعنى أن آيات الكتاب هي عبارة عن آيات كل آية لها منطوق رمزي و من أمثلة الآيات "الف" "لام" "راء" بحيث أن كل مقطع من المقاطع الصوتية له كتابة معينة و يسمى آية .

[طسۤمۤ - تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ] الشعراء ، المقصود بالآية (طا سين ميم تلك ءايات الكتابة المبينة) .

[حمۤ  - تَنزِیلࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ - كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ] فصلت ، المقصود بالآية (حا ميم - تنزيل من الرحمان الرحيم - كتابة فصلت ءاياتها قراءة عربية لقوم يعلمون )

أظن أنه الآن بدأت الصورة تتضح ، فآيات الكتاب التي هي التوراة عبارة عن ءايات مكتوبة مفصولة عن بعضها ، كل آية تكتب بشكل معين و لها نطق معين و من خلالها يمكن كتابة كلمات محكمة ... و القرءان عندما يبدأ بذكر المقطوعات الصوتية في بداية بعض الصور فهو يقصد لك أن القرءان الذي بين ايدينا خرج من كتابة تحوي آيات لها منطوقات صوتية و يعطيك امثلة هذه الآيات ( الف ، لام ، ميم ، نون ، صاد ، عين ، كاف ها ، راء ، يا ، سين ..الخ) .

سننتقل الآن إلى قراءة آيتين من التوراة و من خلالها ستتمكن من فهم القضية جيدا ..
[يس و القرآن الحكيم] يس ، السطر القرءاني سنفهمه هكذا : (يا سين و القراءة الحكيمة) .. و المعروف أن القراءة لا تكون إلا عن طريق نطق شيئ مكتوب ، و إذا كانت القراءة حكيمة فإنها لن تكتب إلا في كتابة حكيمة :
[الۤمۤ - تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡحَكِیمِ  } لقمان ، هذا السطر القرءاني يشير إلى (ألف لام ميم تلك آيات الكتابة الحكيمة] ..بمعنى أن الكتابة الحكيمة هي نفسها خرجت منها القراءة الحكيمة .. وذكر "يا سين" في بداية الصورة هو لتأكيد و إيصال فكرة عن آيات هذه الكتابة .

يا سين و القراءة الحكيمة .. كيف سنجد الآيتين "يا" و "سين" ؟

ذكرنا سابقا أن الهيروغليفية هي نفسها آيات الكتابة التي كتب بها الكتاب ، و التي نجدها موجودة دائما أمام صور تعبيرية مخفي مكنونها و لمن أراد الإطلاع على المقال فهو على الرابط التالي : https://www.facebook.com/327771931437914/posts/750480725833697/

الآن عندما نفتش في حوالي 700 آية التي استعملت في التوراة التي سماها الغرب هيروغليفية و حرّف منطوق كل رمز منها ، سنجد يا و سين قد كتبت كالتالي استنادا إلى اللسان العربي :

1- يا : في الصورة المرفقة أسفله هناك شكل لدبوس متواجد في الكتابات المصرية ، ذلك الدبوس بشكله تم توضيحه من خلال عدة تماثيل تمثل دوره في أنه كان يستعمل في إلقاء الخطابات ، و لاشك أن الجميع و إلى اليوم سيلاحظ ميراث أن إمام الجامع عندما يؤدي خطبته في الناس فإنه يحرس على تواجد عصى في يده لكن ليس بنفس شكل الدبوس الموضح ، وهذه نقطة مهمة تدل على تواجد ميراث قديم يعني بتواجد دبوس يساهم في القاء الخطبة على الجمع ..لو تلاحظ معي شكل الدبوس ستجده بنفس شكل الميكروفونات الصناعية التي تستعمل اليوم في الخطابات الرسمية ، و لا أعلم إن كان هناك علم قديم يتمكن من ترويض دبابيس من نفس تلك الأشكال فعلوم الله واسعة و لا استهتار من ذلك ، فالناس التي عاشت قبل قرن و نصف لم يكن في خيالها اطلاقا أن يأتي اليوم الذي تشغل فيه الطاقة الحرارية التي تشغل من الكهرباء الصناعية دبابيس حديدية و يتمكن الناس من رفع اصواتهم عن طريقها ، لذلك فرضية ان هناك علوم طبيعية يتمكن من خلالها من ترويض مثل تلك الدبابيس لرفع الصوت والقاء الخطب وارد جدا ... لو تبحث في اللغة الفصحى ستجد بأن ذلك النوع من العصي تم تسميته عن طريق المعاجم الأعجمية بإسم "صولجان" لكن في الحقيقة هو إسم محرف من الإسم الأصل الذي هو "صوتجان" ، فالإسم مكون من شقين (صوت + جان ) فتم دمج الكلمة إلى (صوتجان) و تم تحريف حرف التاء في إسم صوت إلى لام و أصبح الإسم (صولجان) .. وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك طريقة معينة يتمكن من خلالها من تسخير جزيئات أو كيانات طاقية معينة تصدر الصوت عن طريق الجان باستعمال تلك العصى .

مايهمنا مبدئيا هو سؤال سيتبادر إلى الجميع ، و هو لماذا حكمت على أن رمز دبوس الخطاب ينطق "يا" ، الإجابة سهلة و واضحة فأداة النداء التي تستعمل في الخطاب هي "يا" و اللخ يستعملها في كثير من كلامه "يا أيها الناس " ، "يا أيها الذين آمنوا" ، "يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم" ، "يا بني إسرائيل" ..فالياء هي أداة ننطقها لمخاطبة الجمع أو مخاطبة الفرد و المغزى منها هو مناداة الناس و جعلهم يركزون مع الشخص الذي يلقي الخطبة ... فمنطقيا "أداة الخطاب" المادية التي يستعملها الناس لإلقاء خطبهم سيكون قراءتها بنفس "أداة الخطاب" التي نستعملها في كلامنا "يا" .

لو تلاحظ معي أنه في الكتابة اللاتينية يكتب حرف "ي" بالشكل التالي "y" بشكل مصغر ، و "Y" بشكل مكبر ..و لو تنظر إليهم بشكل مقلوب من الفوق لتحت ستجدهم بنفس شكل الدبوس تقريبا ، فالذين اوتو علم الكتابة من بنو اسرائيل يعلمونها جيدا .

إذا فالآية (الرمز التصويري) الذي ينطق "يا" في التوراة هو ذلك الدبوس الموجود في الصورة و الذي تم قراءته زورا عن طريق علماء بريطانيا و فرنسا الذين ادعوا تفكيك الرموز و حرفوها ..قرأوه "ws" لكن حقيقته يقرأ "يا" .

سين : في الصورة المرفقة وضعت صورة للرمز التصويري الذي قرأه الغرب زورا "sp" ، و الحقيقة أن الصورة هي لسينية قديمة و ليس لبيدر حبوب كما ذكرو ، لكن الملاحظ أنه يوجد شبه لمن يرى الصورة برؤية سطحية ... قبل أن ندخل النقاش يجب الإشارة إلى نقطة مهمة و هي لماذا سميتها "سينية" و ليس "صينية" ؟
الحقيقة أنه في الكثير من المناطق لدينا مغاربيا نطلق عليها "سينية" بالسين و ليس بالصاد و قد احترت حقيقة عن سبب اختلاف النطق على هذه الآنية ، و الحل الأجدر الذي يجب أن نحتكم إليه لمعرفة الإسم الصحيح لهذه الآنية هو معرفة مصدر تسميتها و من خلاله سنتمكن من معرفة أي الإسمين هو الأصل بالسين أم بالصاد ؟
عند البحث عن مصدر كلمة "صينية" بالصاد لن نجد معنى واضح يؤصل لتسمية هذه الآنية بهذا الإسم ، لكن عند البحث عن معنى التسمية بالسين "سينية" سنجد أن المصدر لهذه الإسم هو "يسني" و هي كلمة نتداولها شعبيا بمعنى "ينظم" ، فنقول "إسني حوايجك" بمعنى "نظم حوائجك" ... وهناك تأصيل لساني واضح بين كلمة "سينية" و "يسني" ، و هو مايدل على أن السينية تم تسميتها بهذا الإسم كونها تنظم الأشياء التي توضع فيها ، و لو تلاحظ معي الصورة أسفله ستجد بأن الدوائر الموضوعة داخلها هي منظمة و مصفوفة بشكل دائري ، كما أن هذه الآنية تستعمل في عدة استعمالات سواءا لتقديم الأطباق أو حمل الصحون أو حمل الكعك أو لطهي الكعك بوضع العجين المشكل للحلوة بشكل منظم عليه ووضعه في الفرن ... و الملاحظ الأبرز في هذه الآنية أنك عندما تضع فيها الأشياء كالأواني أو الفناجين أو الكؤوس هو وجوب جعلها منظمة بشكل مرتكز على الوسط و إلا ستسقط الأشياء التي تحملها ، فلو تضع الصحون أو الكؤوس عليها دون تنظيم ستسقط حمولتها و تنكسر الكؤوس و الصحون ..لذلك سميت "سينية" فهي تعتمد على أن يكون مستعملها منظما في وضع الأشياء عليها كما يجب أن تحمل الأشياء بشكل منظم .
الصورة هي في الحقيقة لسينية تحمل عجين كعك بشكل دائري و منظم استعدادا لوضعه في الفرن ، بمثل السينية التي تقوم تلك الجدة بسني العجين داخلها قبل وضعها في الفرن .

الآن سأطرح إليك سؤال "ماهي الصيغة المذكرة لإسم سينية (صينية) إذا أردنا تحويلها من الصيغة المؤنثة إلى المذكر ؟" 
الصيغة المذكرة لكلمة "سينية" هو "سين" ... "نقول هذه سينية" بصيغة مؤنثة ، و نقول "هذا سين" بصيغة مذكرة .
الكتابة تعترف بالرمز بقراءة مذكرة و يقرأ "سين" .

الآن معك رمزان كتابيان من التوراة من مجموع عدة رموز التي لها منطوقات صوتية ، و سنقرأ الرموز رويدا رويدا ...
.
.
.
.
.
يتبع

الأربعاء، 23 يونيو 2021

- كيفية البعث ج1 -



البعث لدى الوعي الجماعي لدينا هو خروج الإنسان من التراب بعد أن تقوم القيامة ، فيخرج من التراب ملايير الناس التي دفنت في القبور منذ آلاف السنين إلى غاية القيامة ...تلتئم عضامهم و لحمهم و يخرجون من تحت التراب ثم يمشون إلى اصطفافهم في مكان للمحاسبة امام الله .

دعونا نتحدث بواقعية ، أين هو مكان قبر جدك الرابع فقط إن لم نقل الثالث حتى يبعث ؟ ... هل من المنطقية أن كيفية البعث تكون بمثل مسلسلات و افلام الهوليود كفيلم الزومبي ؟ لا .. البعث موجود لكن ليس بالكيفية الخرافية التي ترسخها كتب التراث .

دعونا نتفق على المفهوم الذي يحاول القرآن إيصاله بمعنى منطقي و علمي كما يريد القرآن ..

1 - تحول الإنسان إلى تراب :

[هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةࣲ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةࣲ ثُمَّ یُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلࣰا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوۤا۟ أَشُدَّكُمۡ ثُمَّ لِتَكُونُوا۟ شُیُوخࣰاۚ وَمِنكُم مَّن یُتَوَفَّىٰ مِن قَبۡلُ وَلِتَبۡلُغُوۤا۟ أَجَلࣰا مُّسَمࣰّى وَلَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ  - هُوَ ٱلَّذِی یُحۡیِ وَیُمِیتُ فَإِذَا قَضَىٰۤ أَمۡرࣰا فَإِنَّمَا یَقُولُ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ] غافر

ركز جيدا في نقطة أنك قبل أن تكون نطفة كنت تراب ؟ فكيف نفسر هذا منطقيا :
[وَكَانُوا۟ یَقُولُونَ أَئذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ] الواقعة 
يعني الإنسان لما يموت و يختلط لحمه و عظمه بالتراب فإن عظمه لا محالة مع الوقت سيصبح رميم و يصبح تراب بالتدريج ، حتى الناس في الديانات الأخرى التي تحرق جثثها فإنه لامحالة لذرات و جزيئات رماد تلك العظام أن تختلط بالتراب .

[أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰا ذَ ٰ⁠لِكَ رَجۡعُ بَعِیدࣱ - قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِیظُ ] ق 
كلنا بعد الموت سنصبح تراب بنص واضح و صريح .

2 - من التراب إلى النبات :
 
 توصلنا إلى أن الإنسان بعد أن يموت سيتحول إلى تراب .. لكن بقي لنا الجواب غير واضح في كيفية تحول التراب إلى نطفة ؟ القرآن سيجيب :

[ وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتࣰا - ثُمَّ یُعِیدُكُمۡ فِیهَا وَیُخۡرِجُكُمۡ إِخۡرَاجࣰا ] نوح 
القرآن يتحدث بأنه أخرجنا من الأرض نباتا ، فهل منطقيا نحن عند ولادتنا خرجنا من بطون أمهاتنا أم من الارض كالنبات ؟ إذا عن ماذا يتحدث القرآن ..
خطاب القرآن عندما يقول لنا بأنه أنبتنا من الأرض نباتا فهو يتحدث الصدق ، نعم فنحن عندما تحولت أصغر ذراتنا و جزيئاتنا العضوية إلى تراب فمن نفس ذلك التراب يتغذى النبات و ينمو ..
إذا فأنت عندما تصبح بمكوناتك العضوية في التراب فأكيد أن خلايا حمضك النووي و اقصى تركيز من مكوناتك سيتّحد مع التراب ، و الجميع يعرف أن النبات ينموا بأنواعه عن طريق غرسه في التراب سواء ليصبح أشجارا أو عشبا أو خضرا أو فواكه أو مما تنبت الأرض بصفة عامة ، و الجميع يعرف عملية التبادل العضوي بين البذور و الغرس الذي يتغذى من التراب .
النتيجة : خلايا حمضك النووي و اقصى تركيز من مكوناتك و لو بالنانوماتر سينمو مع ذلك النبات .

3 - من النّبات إلى حيوان منوي :
توصلنا إلى أن الإنسان بعد موته يصبح تراب ، وذكرنا أن التراب هو الغذاء الرئيسي لكل النبات الذي ينمو من الأرض ، لكن بقي لنا السؤال الجوهري و هو كيف يتحول ذلك النبات إلى مني ؟

الجميع يعرف أن الحيوان المنوي يحتوي على عدة مكونات عضوية و معادن و يحوي على الحمض النووي ، كما أن الغذاء الذي يأكله الإنسان هو المعيار الأساسي المساعد في تكوين الحيوان المنوي .. فبالتالي فإن ماينبت من الأرض له علاقة مباشرة في الدخول في تركيبة المني ..
الخضراوات ، الفواكه ، القمح ، و حتى الأنعام التي نتغذى من لحومها هي الأخرى تتغذى و ترعى من النبات الذي ينموا في الأرض .
فالغذاء الأساسي للإنسان يعود بالدرجة الأولى للنبات ، سواءا عن طريق أكل ثمار ماينبت من الشجر او البقوليات أو بطريقة مباشرة عن طريق الأنعام التي تنتج اللحوم و ذلك بغذاءها و رعيها من ماينبت من الأرض :
[ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدࣰا وَسَلَكَ لَكُمۡ فِیهَا سُبُلࣰا وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا مِّن نَّبَاتࣲ شَتَّىٰ  - كُلُوا۟ وَٱرۡعَوۡا۟ أَنۡعَـٰمَكُمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُو۟لِی ٱلنُّهَىٰ  - مِنۡهَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ وَفِیهَا نُعِیدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ ] طه 
الآية بذكرها لإخراج أزواج من النبات ثم ذكر أكل الإنسان و رعي الأنعام منها هو لدلالة غذاء الإنسان الذي يعود دائما لتراب الأرض ، ثم بعدها يربط القرآن هذه العملية بأن خلق الإنسان هو من الأرض أي التراب و أنه يعود إلى نفس الأرض عند موته ثم يخرج منها تارة أخرى .

إذا الإنسان عند موته يعود تراب ، ثم من نفس ذلك التراب ينموا النبات و تنتقل خلاياه إلى نفس النبات ، و من نفس ذلك النبات يتغذى الإنسان لينتج به المني الذي سيخلق منه .

4 - من حرث التراب إلى حرث النساء :
الحرث هو التراب الذي ينبت فيه النبات ، لكن لو تدقق معي بأن الله وصف المرأة بالحرث و هذا فيه إشارة للعملية الأولى التي يخرج فيها الإنسان وينمو مع النبات :
[ نِسَاۤؤُكُمۡ حَرۡثࣱ لَّكُمۡ فَأۡتُوا۟ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ وَقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّكُم مُّلَـٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ]البقرة 
لذلك فإن وصول الحيوان المنوي إلى رحم المرأة هو بمثابة إكمال زرع النبات ... فبمثل ما نمت الخلايا التي تحمل الحمض النووي للإنسان بعد موته في التراب و نبتت مع النبات ، كذلك ستعاد نفس العملية في رحم المرأة .

النتيجة :
المني الذي يمنيه الإنسان في المليمتر الواحد منه يوجد ملايين الحيوانات المنوية ، و حيوان منوي واحد يجتوي على عدة عناصر تتكون من غذاء الإنسان الذي يتغذاه بالدرجة الأولى بصفة مباشرة أو غير مباشرة من النبات الذي تنبته الأرض .
النبات الذي تنبته الأرض يتغذى من التراب الذي نفسه خلق منه الإنسان  ، بعد موت الإنسان ستتحول عظامه إلى تراب من جديد لينمو مع النبات .
الحيوان المنوي للإنسان ينتج عن طريق غذاء الإنسان من النبات ، و بالتالي فإن نفس المواد العضوية للتراب الذي تغذى منه النبات ستصبح من جديد داخلة في تكوين الحيوان المنوي .
وهكذا تكون عملية البعث .

[وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةࣲ مِّن طِینࣲ - ثُمَّ جَعَلۡنَـٰهُ نُطۡفَةࣰ فِی قَرَارࣲ مَّكِینࣲ - ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَـٰمࣰا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـٰمَ لَحۡمࣰا ثُمَّ أَنشَأۡنَـٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ] 
المؤمنون 
ضع سطرين تحت كلمة "ثم أنشأناه خلقا آخر" ، فأنت ستصبح في خلق آخر جديد عندما تبعث و ستتبع طريقة البعث من التراب الذي سيسقى بالماء و يصبح طين تنموا منه النباتات المختلفة و باقي العملية معروف .

[یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِی رَیۡبࣲ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةࣲ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةࣲ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةࣲ مُّخَلَّقَةࣲ وَغَیۡرِ مُخَلَّقَةࣲ لِّنُبَیِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِی ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَاۤءُ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلࣰا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوۤا۟ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن یُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن یُرَدُّ إِلَىٰۤ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَیۡلَا یَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمࣲ شَیۡـࣰٔاۚ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةࣰ فَإِذَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡهَا ٱلۡمَاۤءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِیجࣲ ]الحج .
الكلام واضح و هو يوضح طريقة البعث و التي تكون من تراب الذي يتحول إلى حيوان منوي عن طريق نبوت رفاة الإنسان مع النبات الذي يتغذى منه الإنسان و ينتج به الحيوان المنوي ... وذكر الآية للتراب ثم النطاف و ختامها بالأرض الهامدة التي إذا أنزل عليها الماء أنبتت من كل زوجين هو للتذكير بأن نفس الإنسان سينمو مع النبات .

[وَهُوَ ٱلَّذِی ذَرَأَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَإِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ] المؤمنون 
كلمة "ذرأكم" بمعنى جعلنا ذرات في الأرض ، فنحن لامحالة بعد موتنا و دفننا في التراب سنصبح ذرات و من تلك الذرات سننمو مع النبات الاي سيتغذى منه الإنسان و ينتج المني .

[إِنَّاۤ أَنذَرۡنَـٰكُمۡ عَذَابࣰا قَرِیبࣰا یَوۡمَ یَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ یَدَاهُ وَیَقُولُ ٱلۡكَافِرُ یَـٰلَیۡتَنِی كُنتُ ترابا] النبأ 
سبب قول الكافر و تمنيه أن يكون ترابا ، هو تمنيه عدم بعثه و خلقه من جديد .. وفي هذا معرفة له في كيفية بعثه من جديد حينما تحول إلى تراب وصار خلقا جديد بمثل ماذكرنا .

[وَقَالَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِیمَـٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَـٰذَا یَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَـٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ] الروم 
سبب عدم معرفة الناس ليوم البعث و انبهارهم بأنهم يعيشونه دون أن يعرفوه هو أنهم كانوا ينظرون لكيفية البعث بالطريقة الخرافية التي تعني خروجهم من الأرض مباشرة ، لكنهم عندما يعرفوا طريقة البعث سيجدون أنهم بعثوا بطريقة عادية عن طريق التراب الذي التئم مع النبات و تغذوا منه ليخرجوا بولادة طبيعية عن طريق الحيوان المنوي .
.
.
.
.
.

يتبع

الخميس، 10 يونيو 2021

القصص٣

● القصص ج3  ●

عندما نستعمل كلمة "القص" المعروفة فإننا نقصد بها مبدئيا عملية التقطيع ، مثلا نقول "قص لي الورقة" ، لكن المفردة تم استعمال مشتقاتها للدلالة على معاني كثيرة في القرآن تخالف مفهوم القص المعروف .

• توظيف كلمة القص للدلالة على "اتباع الأثر" :

[وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَـٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِی بِهِۦ لَوۡلَاۤ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ - وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّیهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبࣲ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ  ] القصص

"قالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لايشعرون" 
هنا المقصود بكلمة "قُصِّيه" هو "اتبعي أثره" ، فما علاقة  كلمة "القص" باتباع الأثر ؟
عندما أقول "قص الورقة" فأنت ستأتي بمقص  و ورقة و ستفهم الأمر على أني طلبت منك تقطيع الورقة بشكل معين .. لكن عندما اقول لك "قص الولد" بمثل ماطلبت أم موسى من أخته فستفهم العبارة بأني طلبت منك اتباع اثر الولد و بالطبع فلن تفهمها بأني طلبت منك قصه بمعنى تقطيعه ..
السبب في استعمال مفردة "قص" هنا هو أشبه بتوظيف الكلمة كإستعارة فعلاقتها بدلالة "اتباع الأثر" هو تشابه عملية القص باتباع الأثر ، فأنا عندما أطلب منك قص ورقة أو قماش فعليك أن تطلب مني البعد أو الشكل الذي تريد أن أقطعه ، و بناءا على المواصفات التي اريدها انت ستبني تصورك الذهني أو حتى الكتابة بالقلم على الطريق الذي سيسلكه المقص اثناء تقطيعه ، بحيث أن ستقطع بالمقص بنفس الأثر الذي تبنيه في تصورك أو أنت راسمه على القماش أو الورقة ، فعملية القص يجب أن تتم بشكل مضبوط و على المقص اتباع الأثر الذي تريد قصه ، فإذا قطعت شيئا معينا دون احداثيات و دون تصور مسبق و بشكل فوضوي فسيصبح ذلك تمزيق و تقطيع ليس قص ، فالفرق بين التمزيق و القص هو أن القص يجب أن يكون بشكل منظم ووفق أثر تحدده مسبقا يسلكه المقص اثناء عملية القص ، أما عملية التمزيق فهي تكون بشكل فوضوي ... سنوضح بمثال بسيط :
عندما أعطيك ورقة وأقول لك قص لي مثلث طول كل ضلع منه خمس سنتيمات ، فأنت ستقوم برسم مثلث وفق المقاييس التي اريدها و عندما تبدأ عملية القطع فيجب أن يمر المقص على أثر الاضلاع التي أنت رسمتها مسبقا ...فالمقص هنا يجب أن يتبع الأثر .
لكن عندما اعطيك مقص و قماش و اقول لك مزقه اشلاءا ، فأنت ستمسك المقص و تقطع القماش بشكل فوضوي و غير مبني على أثر حددته مسبقا ، و العملية هنا تسمى تمزيق و تقطيع و ليس قص .

إذا نستنتج أن عملية القص تعتمد على اتباع المقص أثر الشكل الذي تريد تقطيعه ، و نستنتج أن توظيف القرآن لكلمة "قص" هو اشبه بالإستعارة المكنية بحيث شبهت الآية أخت موسى بالمقص و شبّهت عملية اتباع اثر أخوها موسى بعملية القص التي يتبع فيها المقص الأثر المحدد مسبقا .

• توظيف كلمة "القص" للدلالة على سرد حكاية شخص معين :
علينا أن نشير بداية على أن مفردة "القصة" التي نستعملها لوصف حكاية معينة دائما ما تكون مرتبطة بشخص أو أشخاص معينة أو أشياء معينة ، فلا يتصور مثلا أن تسرد أحداث وقعت دون وجود مرتكزات للشخصيات أو الأشياء التي حدثت معها تلك الأحداث ، عندما تسرد لي قصة أصحاب الكهف فيجب أن تذكر لي كل الأحداث التي حدثت لهم أو ستحدث لهم ، عندما تسرد لي قصة موسى فيجب أن تتحدث لي على الأحداث التي تخص النبي موسى أو متعلقة به ، عندما تسرد لي قصة كتاب فيجب أن تسرد لي كل الاحداث التي حدثت لذلك الكتاب دون الخروج عن الموضوع او دون الانتقال لأحداث أخرى لاتخص ذلك الكتاب فستسرد لي مثلا كل من حمل ذلك الكتاب و كل من ضيع ذلك الكتاب و كل من قرأ ذلك الكتاب و كل من حرف كلام ذلك الكتاب ..الخ .

فالقصة حسب التعريف الصحيح و الدقيق هي عملية سرد لأحداث تخص شخص أو أشخاص أو أشياء معينة ... و يشترط عند السرد أن يتحدث المتكلم عن الأحداث التي حدثت لصاحب القصة دون خروج عن الموضوع ، فالقصة هي أشبه بذكر كل الأثر الذي يسلكه صاحب القصة أو مر عليه و له علاقة مباشرة به ... أو بالمختصر فالقصة هي وصف يتبع كل الآثر الذي سلكه أو مر على صاحب القصة على طول زمن معين .

فسبب إطلاق كلمة "القصة" أو "القصص" هو أنها تكون بمثل عمل المقص ، فالمقص عندما نقص به شيئ معين فهو يتبع طريق معين و نحن عند سرد القصة علينا وصف كل مامر عليه صاحب القصة و ماقطعه خلال زمن معين .. فوصف صاحب القصة هو اشبه بالمقص و وصف الأحداث التي قطعها صاحب القصة خلال زمن معين هو بمثل أثر التقطيع الذي قطعه المقص أثناء عملية القص .

• ماهو أصل تسمية "المقص"  ؟

علينا هنا طرح سؤال صريح ، هل كلمة القص أو المقص هي كلمة كانت متواجدة قبل صناعة اول مرة في الحياة ؟  أو بصياغ آخر هل المقص هو أول من قام بعملية القص حتى خرجت كلمة القص ؟
الجميع يعرف أن أي صنعة تخرج للوجود لابد من وجود أصل طبيعي لها ، بمعنى أن هناك مخلوق طبيعي تواجد على الأرض قبل أن يصنع الإنسان المقص و منه أخذ الإنسان فكرة صناعة المقص الذي يقص و يقطع الأشياء ..فماهو المخلوق الطبيعي الذي أخذ منه الإنسان فكرة القص و صناعة المقص ؟

عند البحث في جميع المخلوقات الطبيعية فستجد حيوان يمتاز بأسنانه و أنيابه و فكه الأقوى بين جميع الحيوانات ، بحيث أنه بمضغة واحدة يقطع فريسته و عضامها ، هذا الحيوان لو تنظر في شكل فمه ستجده بنفس شكل المقص و يعمل نفس عمله بحيث أنه قبل اصطياد فريسته لايترك اثر وراءه و لاينهي مهمته إلا و هو خارج على ساحل النهر يقطع فريسته .. فأكيد أن هذا الحيوان هو نفسه الذي أخذ منه الإنسان تجربة قطع الأشياء بالمقص و منه خرجت كلمة القص .

في الكتابات المصرية الأولى يتواجد هذا الحيوان بصورة واضحة في العديد من الآثار ، مدارس الغرب فكت معناه و قرأت رمزه بأنه "سوبيك" دون أي دليل و سبب مقنع ، فقط من وحي خيالهم يترجمون و يفككون لغة كتابات متواجدة وسط منطقة يقطنها 400 مليون عربي ، كل الكتابات المصرية التي أسموها هيروغليفية قراءتها عربية و رمز التمساح يقرأ "قصص" و قد كتب به الناس الأولى نصهم المقدس ، و سورة (صورة) القصص المتواجدة في القرآن الكريم  وكلمة القصص كتبها الناس الأولى بالكتابة الفطرية التصويرية بصورة تمساح 🐊 وقرأوها بلسان عربي قصص .
.
.
.
.
.
.
يتبع

الاثنين، 7 يونيو 2021

القصص الجزء 2 •( الهكسوس و القصص الحق)

• 
حسب التاريخ الذي جاءت به المدرسة الفرنسية و الإنجليزية و كتاب أبوهم هيرودوت الذي ألفوه لوقت قريب و نسبوه على أنه أقدم كتاب يتحدث عن تاريخ الشعوب ، فإن تاريخهم جعل أن هناك شعب سكن و استوطن منطقة سيناء و شرق دلتا النيل كما هو موجود في الصورة المرفقة باللون الأصفر .

اللوحة المرفقة الأخرى تم تفكيكها على أنها تمثل صورة الملك الذي أسموه "احمس" يقاتل في فترة حكمه شعوب الهكسوس الذين احتلوا حسبهم شرق النيل و سيناء .

الهكسوس في حقيقتها هي كلمة محرفة و لا علاقة لها بشعب سكن او احتل مصر ، الكلمة محرفة عن إسم منطقة ساحل البحر الأحمر (القصص) الذي ذكرنا أنه البحر العذب و أن منطقة سيناء هي حاجز مجمع البحرين التي تمنعهما من الإختلاط .

لاحظ جيدا كيف تم تحريف الكلمة التي تعني تسمية جغرافيا المنطقة هناك و أُسقطت بشكل محرف على أنها تسمية تخص الشعب الذي احتل المنطقة المحيطة بساحل البحر الاحمر :

هكسوس = مكونة من شقّين " هك كسوس" 
- شعوب الهندواوروبيين و اللاتينيين ينطقون حرف القاف كافا بحيث أنه لايستطيعون نطق القاف ... و كذلك نعرف جميعا أنهم ينطقون حرف "الحاء" باستبداله بحرف "الهاء" فهم لديهم صعوبة في نطق الحاء (مثلا ينطقون هَلال بدل حلال) ..
الآن عندما تنطق الكلمة دون التحريف اللهجي الواقع لديهم ستجد :
هك كسوس = حق قسوس = الحق قصص
وعندما نقرأ العبارة من اليسار لليمين ، نجد :
كسوس هك = قسوس الحق = قصص الحق .

ذكرنا المقال السابق أن التمساح إسمه الأصل هو "القصص" ، و أن منطقة البحر الأحمر بساحلها تشبه شكل التمساح و أنه كان يطلق عليها القصص ، و بحسب القرآن هي منطقة القصص ،و هي نفسها المنطقة التي مر عليها موسى و فتاه في سورة الكهف [ فارتدا على أثارهما قصصا ] .

عبارة "هكسوس" هي كلمة محرفة أخرجها محرفوا الكتابات المصرية من كلمة عربية من القرآن موجودة بالكتابات المصرية و هي "القصص الحق" ، و اللوحة المرسومة هي لنبوؤة تحرير البحر العذب الذي تم خلطه بالبحر الأبيض المالح من قبل الإحتلال الفرنسوبريطاني وأفسدوه قبل قرون .

السبت، 5 يونيو 2021

• القصص ج 1 •



أظن أنه لن نحتاج الدخول في مقدمات و سندخل في الموضوع مباشرة ، هل الإسم الذي نطلقه على التمساح صحيح ؟ و ما أصل هذه التسمية ؟ ..

عند سماع أي إسم علينا أن نعرف معنى الإسم و سبب تسميته بذلك النطق و إلا فإنه يصبح مشكوك في قابليته مع المسمى الذي سمي عليه ، مثلا نحن عندما نسمي المفتاح مفتاحا فلأن خاصيته هي فتح الأبواب (فتح ، يفتح ، مفتاح) ، عندما نسمي المقص مقصا فلأنه يقص الأشياء (قص ، يقص ، مقص ..) ..وهكذا .

موضوعنا هو هل تسمية التمساح هي تسمية صحيحة ؟ في البداية علينا أن نحلل الإسم مقارنة مع خصائص هذا الحيوان و إذا لم يوجد أي ارتباط بين تسميته و بين سماته و خصائصه فهو إسم مغلوط ..

يشتهر التمساح بكونه يمتلك أقوى فك وأحدّ الأسنان و الأنياب من بين الحيوانات بحيث أنه لايستطيع أن يبلع فريسته إلا إذا قطعها قطعا بأنيابه ، لو تقارن بين شكل فم التمساح و مميزاته ستجده مشابه لعمل المقص القوي الذي يستعمل لقطع الأشياء القوية البنية ، فماذا لو كانت التسمية الأولى التي أطلقت على هذا الحيوان هي القصص ؟ 
لو تنظر في فك التمساح القوي وأسنانه القاطعة ستجده يعمل نفس عمل المقص الذي يخصص لقطع الأسلاك القوية أو السبائك القوية ، و الحقيقة أن هذا الحيوان كان يطلق عليه قديما إسم "القصص" كونه يقص فريسته و  كل شيئ قطعا قطعا و قد أعطاه الله أقوى فك و أحد أسنان و انياب بين جميع الحيوانات .

الحيوان هذا كان يطلق عليه إسم القصص ، وفي مقالات سابق ذكرنا أن القصص المقصود بآية [فارتدا على أثارهما قصصا] هو الساحل البحر الأحمر  وذكرنا شبهه للمقص و على اعتبار أن كلمة القصص لها ارتباط بكلمة القصص ، و تطرقنا كذلك لكون منطقة مجمع البحرين التي قصدها موسى و فتاه هي سيناء الحالية التي تقع كحاجز بين البحر الأحمر و البحر الأبيض المتوسط  ، و لمن لم يطلع على المقالات فهي على الروابط التالية :
البحر الأحمر و نهر الجمل النيل :
https://bahithalhikma.blogspot.com/2020/10/1_70.html?m=1

2-  : البحر الأحمر و البحر العذب :
https://bahithalhikma.blogspot.com/2020/10/2_46.html?m=1

3- البحر العذب و قصص مجمع البحرين :
https://bahithalhikma.blogspot.com/2020/10/3_5.html?m=1

 لو تلاحظ في شكل ساحل البحر سيطلع معك أن ساحله يشبه إصبعي السبابة و الوسطى في الإشارة المعروفة إلى شكل المقص  ، لكن لو تدقق أكثر ستجد أن شكل البحر الأحمر بصفة عامة يشبه شكل التمساح و ساحله بالضبط يشبه شكل فم التمساح فاتح فكيه لتقطيع فريسته ، فماذا لو كان يطلق على منطقة ساحله إسم "القصص" بمعنى التمساح ؟ 
إن أيّة تسمية لمنطقة محددة يجب أن تستند إلى أبرز سيمات العنصر المحدد ، فإذا كان هناك نهر يشكل بتعرجاته رأس جمل و حدبتيه فمنطقيا الناس ستسميه "نهر الجمل" ، إذا كانت هناك بحيرة شكل حدودها يشبه شكل حوت فإننا سنسميها " بحيرة الحوت " وهكذا .. فكذلك ساحل البحر الأحمر تم تسميه من قبل القرآن بشكل فطري بإسم القصص لأنه يشبه شكل القصص (التمساح) فاتح فمه .
الآن سيبقى لنا معرفة معنى إسم "التمساح" و هل هو إسم صحيح و ما مصدره ؟

الحقيقة أن إسم "تمساح" هو إسم يتكون من شقين "تم ساح" و التسمية تعرضت لتحريف بسبب لهجة نطق الكلمة ، و مثل ماهو معروف فإن اللهجة هي كلمة مصدرها "اللهج" أي تعب الإنسان في نطق الكلمة تجعله يحرف فيها بعض الشيئ كي ينطقها بشكل سلس و أكثر أريحية .
كلمة "تمساح" أصلها هو "فم ساحل" لكون هذا الحيوان كان هو الحيوان الذي يشبه فم ساحل البحر البحر الأحمر ، و الكلمة تعرضت لتحريف لهجي على الشكل التالي :
فم : حرفت لكلمة "تم" فالجميع يعرف أن هناك من  إخوتنا المشارقة من ينطقون حرف التاء فاء بمثل كلمة "فم" التي ينطقوها "تم" ، مثلا يقال "يسلمك تمك" بدل "يسلم فمك" .
ساحل : حرفت لكلمة "ساح" بحيث هضمت اللام في نهاية الكلمة ، وهو تقليد معروف في اللهجات المحلية ، مثلا في مصر هناك مناطق تقول "يا ود" بدل "ياولد" فتهضم اللام ، أو "بت" بدل "يابنت" فتهضم النون ..فكذلك بالنسبة لكلمة "ساحل" في عبارة "فم ساحل" فأصبحت تنطق "ساح" بدل "ساحل" و هضمت اللام .
تم ساح = فم ساح = فم ساحل .

سنثبت هذا بشكل جيد عندما ندرس معا إسم "السحلية" و الجميع لو يقارن شكل السحالي مع التمساح سيجد بأن التمساح هو من نفس الفصيلة إنما هو كبير و ضخم عنهم فقط ، و الحقيقة احترت عندما وجدت التصنيف العلمي الحيواني يصنفه إلى فصيلة جديدة تسمى "التمساحيات" بدل "السحليات" ، فالأصل أن التمساح هو حيوان ينتمي لفصيل السحليات .. مايهمنا في الأمر هو إسم "السحلية" و عن سبب هذه التسمية و أظن ان الجميع عرف الإجابة ، السحلية بالصيغة المؤنثة هي في اصلها المذكر تنطق "ساحل" و قد سميت كذلك كون التمساح الذي هو قائد هذه الفصيلة يشبه "ساحل البحر الأحمر العذب"  .

لو تلاحظ أنه في الرموز الكتابية المتواجدة بمصر يوجد رمز التمساح و قد استعمل في الكتابة التي اسماها الغرب هيروغليفية ، ذلك الرمز في حقيقته ينطق "قصص" ..
.
.
.
.
.
يتبع