الثلاثاء، 30 مارس 2021

قصة المقص و البحر العذب ؟!

تخيل بحران خلقهما الله أمام بعضهما و جعل بينهم حاجز كي لا يختلطا ... ثم تأتي قوة محتلة تحفر بينهما قناة بطول 1900 كيلومتر و عرض 400 متر و عمق 25 متر ، فقط كي تمر بواخر البترول الخليجي و الأسيوي إلى أوروبا ويختصرو مسافة 20 يوم عن مرورهم عن المحيط الهندي و افريقيا ..

يجب دراسة جميع العواقب التي نتجت عن حفر هذه القناة المالحة و دراسة كل تأثيراتها على المياه الجوفية جراء تسرب الملح (لأن الملح يجفف مياه الأرض و خصوبتها) و إعادة دراسة كل خصائص البحر الأحمر جراء اختلاطه بالبحر الأبيض المتوسط ... و لمن قال لي  أن البحر الأحمر متصل بالمحيط الهندي فسأقول له  أنت محجور على عقلك إذا كنت تظن ان مياه المحيط تصب في البحر ...روح للولد الصغير و سيقول لك أن النهر يصب في البحر و البحر و يصب في المحيط ... المحيط لايصب في البحر بل البحر هو من يصب في المحيط ، و بالتالي فإن مياه البحر الأحمر لو تعود لطبيعتها هي من ستصب في المحيط و ليس العكس .

البحر الأحمر سمي بالبحر الأحمر لأن الكائنات البحرية و الأسماك يكون لحمها أحمر كلما زادت عذوبة المياه و نسبة الأكسيجين فيها و بالتالي فإن للتسمية تعطيك نتيجة تقربك لكون البحر الأحمر كان عذب ، أما البحر الأبيض المتوسط فقد سمي بالبحر الأبيض لأنه مالح و الجميع يعرف أن لون الملح هو الأبيض .

إشارة النصر التي هي إشارة التي تشير بالإصبعين إلى شكل المقص ، هي تخص شكل البحر العذب الذي يشبه بحافته التي تطل على البرزخ الذي يفصله عن البحر المالح بشكل المقص ... مقص البحر العذب الذي لايجب أن يقطع البرزخ و ولا يختلط مع البحر المالح تم الإعتداء عليه و خلطه .

هذه قصة المقص و الله بالغ أمره ولو كره الكافرون و المكذبون ...

للمزيد :






- نقوش الكتاب الأول و الظاهرة الأولى للمناقشة -

- نقوش الكتاب الأول و الظاهرة الأولى للمناقشة -

عن طريق تحليل و معرفة ماهية تسمية الكلمات ستتمكن من الوصول إلى نتائج عديدة ، من أهم هذه النتائج هي دراسة مكنون الذاكرة التي عاشها الناس قديما ، الكلمة التي تكلم بها الشخص قبل آلاف السنين و بقي الناس يتداولونها إلى اليوم هي كلمة ستعرف من خلالها المحيط الذي عاشه ذلك الشخص القديم.

عند نستمع لإسم يطلق على ظاهرة تحدث شخصان أو عدة أشخاص و تحاورهم حول موضوع معين ، سنجد ثلاث أسماء مصطلحة على تسمية هذه الظاهرة "حديث" و "حوار" و "المناقشة" ، و بطبيعة الحال فإن هذه الثلاث أسماء ربما تشترك في نفس الصياغ لكنها لا تتشابه بالمطلق في نفس المعنى المضبوط ... فما هو سبب التسمية اللسانية المختلفة للأسماء الثلاث مع أنها تخص تحديد ظاهرة واحدة ، فالمفروض أن الناس تعتمد على إسم واحد تصطلح عليه التسمية ؟ للإجابة على هذا السؤال سنبحث في الحقل اللساني للكلمات و سنجد الإجابة التي تعطينا سبب التسميات و الفروقات بينهم .

1 - حديث : أقرب كلمة لهذا الإسم هو "الحدث" و الحدث هو الوقائع التي تحدث في مكان و زمان معين ، فسبب تسمية الاشخاص الذين يتكلمون في موضوع معين بالحديث هو لكونهم يتبادلون الكلام حول سرد حادثة معيّنة ، لذلك سمية ظاهرة سرد الأحداث و تبادل الأراء حولها بالحديث.
حديث = تحدث = حادثة = حدث .

2 - حوار : أقرب كلمة لهذا الإسم هو "حوّر تحويرا " ، و التحوير هو تغير حالة  معينة إلى حالة أخرى   ، وقد سمي الحوار كذلك كونه  يدور بين شخصين أو طرفين و لايهم عدد الطرفين بقدر مايهم أن كلاهم يدور و يتبادل حول تغيير موقف معين صدر من إحدى الطرفين إلى موقف آخر لم يرضي الذي صدر في حقه .
وبالتالي فإن الحوار هو ظاهرة تخص تبادل الكلام بين طرفين  صدر في حق أحدهما موقف دون رضى الآخر ، فيتبادلان اطراف الكلام لكي يحور الخصم موقف خصمه و يدافع الآخر عن موقفه .

3 - المناقشة : الحقيقة أن لب موضوعنا يدخل في تحليل هذه الكلمة ، و الحقيقة أن النتيجة هي نتيجة متعلقة بظاهرة قديمة اعتاد الإنسان القديم على ممارستها مما جعله يطلق هذه التسمية ، الظاهرة هذه ترتبط ارتباط وثيق بتبادل الكلام حول قراءة و مناقشة الكتابات و الصور المنقوشة على الألواح و الجدران .. كلمة نقاش و مناقشة مصدرها اللساني  هو "النقوش" و "المنقوشات" و هي متعلقة بالآثار الأولى التي وجدت على الأرض ، حيث اعتاد الناس الأولون على تبادل الكلام في قراءتها و معرفة معانيها و قد اطلق الناس على هذه الظاهرة إسم المناقشة لارتباط هذه الظاهرة حول قراءة المنقوشات المتواجدة على الجدران و الالواح .
مناقشة = نقاش = نقوش = منقوشات .

منطقيا و عقلانيا و بعيدا عن كل التاريخ الوهمي و المزيف الذي ادخلت فيه البشرية ، فإن الإنسان الأول  كان نظام كتابته التي سيتفق عليه منذ بدأ الخلق إلى نهاية الخلق هو الرسم و التصوير لذلك فإنه سيُعتمد في تدوين العلوم الأولى بشكل تصويري يقرأ ضمن نظام قراءة معين .. مثلا يرسم الشخص قرص شمس و يتفق الناس على قراءة الرمز "شمس" ... عند البحث في كل آثار العالم ستجد أن الكتابات المصرية هي الكتابة القديمة و الأثرية التي اعتمدت على الصور و الرموز التصويرية في التدوين و بالتالي فإنها تعتبر الكتابة الفطرية و الأولى التي اعتمدها الناس في قراءة علومهم المختلفة .
[كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِیِّـۧنَ مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِیَحۡكُمَ بَیۡنَ ٱلنَّاسِ فِیمَا ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِیهِ إِلَّا ٱلَّذِینَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُ بَغۡیَۢا بَیۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لِمَا ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمٍ] البقرة .
الناس كتابتهم الأولى كانت بنظام يعتمد فطريا على الصور و الرموز الرسومية (مؤنث كلمة كتاب هو كتابة) .
.
.
.
.
.
.
يتبع ..

الأحد، 28 مارس 2021

- الخط الكتابي الذي كتب به اللوح المحفوظ -

[بل هو قرءان مجيد - في لوح محفوظ ]

لا تحتاج أن تقرأ كتب أو تتأثر بالسياج الديماغوجي الذي برمج عليه المجتمع ،تحتاج فقط تشغيل عقلك و طرح أسئلة منطقية دون خوف و لا ارتباك .. تحتاج مفاتيح العلم التي هي الأسئلة تمكنك من فهم خطاب القرآن (كيف ، لماذا ، ماذا لو ، ماذا ، ماهو ؟ ..)  .

عندما يذكر لك القرآن نفسه بأنه كتب في لوح ، فإنه منطقيا ليس لوحة واحدة كما يتصورها عقله بمقياس 1متر×1متر ، القرآن الذي نقرأه بين ايدينا اليوم عندما نكتبه بالخط الكتابي الحالي فإننا نحتاج على الأقل 500 صفيحة ، و بالتالي فإن القرآن الكريم عندما يقول لك "هو قرآن مجيد - في لوح محفوظ" فهو لايقصد لك لوحة واحدة كما تتصورها عند سماعك لعبارة "لوح" ، إنما المقصود بالآية هو الإشارة للوسيلة التي حفظت فيها كتابة القرآن و هي "اللوح" .
من جهة اخرى فإن كلمة "لوح" لايمكن ان نفهمها اعتباطيا بأنها تعني مفرد واحد ولا يمكن كذلك فهمها بصيغة الجمع إنما المقصود بها تحديد نوعية الشيئ الذي كتب عليه القرآن ..فالكلمة شبيهة بوزن نطق كلمة "بقر" ، كالتالي :
-جمر = مفردها "جمرة" = جمعها "جمرات" .
- بقر = مفردها "بقرة" = جمعها "ابقار" .
- لوح = مفردها "لوحة" = جمعها "الواح" .
وبالتالي فإن القصد بعبارة "لوح" لايمكن فهمه بإنه يعني لوحة واحدة بل المقصود بالعبارة هو تحديد إسم نوع الشيئ الذي كتب عليه القرآن .
 عندما نقول لوح فهو اي شيئ مسطح و يمكن الكتابة عليه ولايهم نوعه سواءا خشبية أو حجرية أو نحاسية أو فضية .. المهم أنها تملك سطح املس ومسطح يمكن الكتابة عليها . 

الآن عندما تطرح سؤال منطقي بعيدا عن التفسيرات التي تجعل من مفهوم الآية هو مفهوم رمزي بعيد عن الواقع حول أن هناك لوح واحد موجود في السماء مكتوب فيه القرآن ،الله عليم بكل شيئ نحن هم من نحتاج الكتابة كي ندون كل شيئ نعلمه لنحفظه و لا ننساه ، و بالتالي فإنه منطقيا القرآن عندما نزل كان في الأصل مكتوب على شيئ يحفظه كي لا ينساه الناس و قد كتب حسب الآيات القرآنية في الألواح .

الله عندما يذكر لك أن القرآن قد كتب في لوح ، فالنظام الكتابي أو الخط الكتابي هو نظام كذلك انزله الله كي يساعد البشرية في حفظ القرآن فبطبيعة الحال يجب أن يكون هذا النظام الكتابي يحوي خاصيتين :
- يكون بنظام كتابي فطري بعيد عن اختراع أي بشر و يمكن ان يتم فهمه طول أبد الزمن.
- يكون بنظام كتابي بعيد عن اختراع اي بشر فلا يكتب بالخط الصيني و لا الخط الفارسي و لا الخط اللاتيني و لا حتى الخط الحالي الذي نكتب به العربية ، فكلها خطوط من اختراع بشر و اتفق كل شعل على نظام معين يحوي منطوقات معينة .

علينا ان نطرح السؤال الآن ، ماهو النظام الكتابي الذي يتوافق مع الخاصيتين السابقتين ..نظام يتفق عليه البشر و يكون بشكل فطري وطبيعي و يكون صالح لكل الزمن و دائم للأبد ؟
الإجابة المنطقية على هذا السؤال سهلة وواضحة و بسيطة و سيجيبك عليها حتى الولد الصغير الذي لم يدخل المدرسة بعد ، الإجابة هي الإعتماد على نظام كتابي يعتمد على التصوير ، فالرسم هو أول و آخر شيئ يمكن الإعتماد عليه في التعبير وكما يقال "الصورة أصدق تعبير" ... الإنسان الأول او حتى الذي يعيش في زماننا ولايجيد قراءة نظام الكتابة الحالي لن يفهمك إذا كتبت له كلمة "ذئب" لكنه سيفهمك مباشرة إذا رسمت له صورة ذئب .


عندما تبحث كل العالم ستجد أن مصر التي دارت فيها أحداث كثير من الأنبياء حسب القرآن ، و ستجدها تحوي أثار تتكون من مئات اللوحات الحجرية و منها ماهو مكتوب على جدران بنظام كتابي يعتمد على التصوير ، حيث اعتمد نظام الكتابة فيها على الصور (كل صورة لها نطق معين) ... لكن المشكلة في أن كل تلك الكتابات و منطوق الصور تم تحريف منطوقها من طرف الغرب ابتداءا من الحملة الفرنسية و البريطانية .

.
.
..يتبع .