السبت، 21 ديسمبر 2024

آية حين

 ذكرنا سابقا أن الحروف المقطع هي آيات ، و قد ورد ذكرها في عدة صور قرءانية ، و قد أكملنا بعض الآيات .. الملاحظ أن هناك أنواع آيات تتخذ نفس الوزن مثلا صاد ضاد نفس الوزن و كذلك سين شين ، جيم ميم ، عين غين ...الخ .

لو نأخذ مثلا : سين و شين سنجد أن هناك كلمات مقاربة لها مثلا "حين" ، سين = شين =حين ، نفس الوزن .. فهل كلمة حين كذلك آية ؟

واضح أنها آية ، لكن لكي نقرأ هذه الآية من مصدرها في الكتاب سنجد مشكلة و هي أن كلمة "حين" في كومه آية هي ليست شيئ مادي ملموس أو مادي إنما دلالتها معنوية زمنية .. و كلمة حين وردت في القرآن للدلالة على وقت معين .

[ و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس ] البقرة .

[ إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية ] المائدة .

[ ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم مايسرون و ما يعلنون ] هود .

فالقرآن عندما يريد وصف وقت معين مقترن بحادثة ما يستعمل لفظ "حين" ، و بالتالي فإن حين تدل على وقت حاضر يقترن بحادثة ما ... فنحن عندما نقول في الحين فنحن نقصد في الوقت الحاضر الآن .


ماهو الشيء المادي الذي يجعلنا نحس بمدة الحاضر ؟ 

الجواب سيكون أننا نعيش اللحظة نفسها ... وهذا المنطقي ، لكن لو مرت تلك اللحظة الآنية و نريد أن نعيشها مجددا .. فكيف سيكون ذلك؟

أعتقد أننا لو استعملنا الطريقة فنحن هنا و كأننا نبحث عن طريقة نرجع بيها في الزمن .. أي نبحث عن شيئ نسافر به إلى الماضي كي نعيش نفس اللحظة ... و فرضا أننا رجعنا لنفس اللحظة فهل يمكن أن نعيشها ؟ أظن هذا لن يحدث إلا إذا شعرنا بها ، و هنا نضع خطين أو سطرين تحت كلمة شعرنا بها .

الشعور  هو الشيئ الوحيد و الرئيسي الذي يمكن أن يرجعنا لنفس اللحظة ، فلو تلاحظوا معي أن الإنسان مثلا في درجة ذاكرته دائما يتذكر الأحداث التي ترتبط بأكثر شعور محزن أو مفرح وقع له ، فكلما كانت درجة شعوره كبيرة سواءا بالحزن أو الفرح بقي ذلك الموقف و الحدث في ذاكرته ... أو بالضبط الحنين إلى تلك اللحظة و هنا نضع خط حول كلمة حنين ... و قبل الغوص في هذه النقطة نسجل إشارة مهمة و هي أن الإنسان الذي يريد أن يذاكر شيئ ما و يحفظه يجب أن تكون كل جوارحه مع ذلك الموقف الذي يريد حفظه سواء في حواسه المادية أو المعنوية. 

ألا تلاحظ كلمة حنين و حين من نفس الجذر  اللساني ؟

نعم ، أحيانا نتذكر مواقف معينة لوهلة هكذا دون أن نريد استذكارها و نصف هذا الشعور بالحنين ... لكن كيف نتذكر فجأة و نحس بشعور جيد و كأننا نعيش نفس تلك اللحظة ؟ ماهو الدافع أو السبب الذي يجعلنا نتذكر ذلك الموقف ؟

أحيانا يكون النظر لصورة مشابهة ، لكن حتى لو نظرنا في صورة تذكارية مثلا فيمكن أن نتذكر لكن لا يمكننا أن نحس بنفس تلك اللحظة التي وقع فيها الحدث السابق .

ربما الذوق .. فيمكن أن نتذوق أكل معين يذكرنا بواقعة أكلنا فيها نفس ذوق الأكل .. لكن ذلك لا يجعلنا نعيش نفس اللحظة .


البيانات الأخيرة هذه جعلتني أتذكر الأعياد و المناسبات ، فلماذا في احتفالاتنا نستعمل دائما لباس معين و أكل معين ثابت .. هل يرتبط هذا بالذاكرة و التذكر للشعر بنفس الحنين ؟ .. نعم وهذا وارد جدا ، ففي احتفالتنا في المناسبات دائما ما يكون هنالك طبق معين ثابت نطبخه و لباس ثابت و تقاليد ثابتة تعاد لكي نعيش نفس اللحظة و الحنين .

من أهم ما نستعمله في الأعياد و الأفراح هو تقليد مرئي و ذوقي و تدخل فيه حتى حاسة الشم ... إنها الحنة ؟

الحنة عبارة عن أوراق نبات يتم هرسه ليصبح بودرة و نستعمله في الأعياد و المناسبات للإحتفاء عن طريق نقوشات تزيينية على أيدينا و أرجلنا و مناطق بارزة في الجسم كالذراع ... وكذلك الحنة لها رائحة خاصة و مميزة هي أكثر مايميزها .. و هذا جعلني أرجع للقرآن عندما ربط التذكر و الحنين بالراحة في حادثة يوسف و أبيه : (ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف ) يوسف .

الحنة لها إسم من نفس الجذر الحنين  و كلمة حين ؟؟

هل الحنة لها نفس الدور التذكاري ؟ نعم .

الحنة هي أكثر شيئ يحوي منظر تزييني أحمر و رائحة مميزة تجعل الإنسان يرجع بذاكره الشعورية للحظات سابقة بل حتى ذوقها له ذوق خاص مر ، و يكأنما حتى ذوقها الذي فيه نوع من المرورة يقول لك بأنه مر عليك "مر عليك : مر " ..

أكثر شيئ يمكن أن يعبر عن آية "حين" هو نقش الحنة .

حتى في اللون الحناوي هناك دلائل كوفية لارتباطه بالسلامة على الحين الوقتية .. فمثلا شروق 🌅 و غروب  🌇 الشمس يرتبط بهذا اللون كون مدة اليوم هو حين يجب أن نعيش لحظاته [فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون] و كأن الآية القرآنية تحاول التحليل و الإثبات .


منشور قابل للتعديل بإضافة معلومات أخرى .






آية حين