الخميس، 15 أغسطس 2024
أين الأثار المصرية من التراث الإسلامي المكتوب
الثلاثاء، 6 أغسطس 2024
آية الغين
نطق حرف الغين يبدو جليا علاقته بالغنى (الغين الغنى غني ،) و بالتالي رمز آيته له علاقة بالغنى المعروف ، و الغنى أكثر شيئ يمثله عند التفكير للوهلة الأولى سنجد الذهب ، فهي الأداة التي تمثل التعامل بالمال على طول العصور و إلى يومنا هذا ... و في القرآن ذكر لاولوية الذهب على الفضة في تمثيل الغنى :
[ زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن المئاب ] ال عمران .
[ يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار و الرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ] التوبة .
ماهو الشيئ الذي يمكن أن نرمزه للذهب ؟
الذهب كمادة هو عبارة عن معدن يمكن أن يتخذ أشكالا كثيرة ، لكن ما تم تداوله من قديم الزمان إلى اليوم هو استعماله كحلي للزينة ، و في القرآن إشارات كثيرة لإرتباط الذهب بالحلي و بالضبط الأساور :
[ جنات عدن يدخلونها و يحلون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا و لباسهم فيها حرير ] فاطر .
[ فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقرنين] الزخرف .
الشكل او الرمز الموضوع في الصورة المرفقة من الرموز الأثرية في مصر ، و التي كما سبقنا و أوضحنا أنها رموز التوراة و كل رمز حسب القرآن يسمى آيات الكتاب .. الرمز يرمز لشيئين :
• يرمز لقوسين متقابلين يشكلان في الوسط حلق ، و معروف أن الحلق إما نجده يكون مكونات السلسلة الذهبية أو حتى القراط الذي يوضع في الأذن يسمى حلق ، و في العموم أن السلسلة هي من أكثر حلي الزينة الذي يستعمل في صناعته الذهب .
• كذلك يظهر في الرمز و كأنه يشبه السوار الذي يوضع في نهاية الذراع عند معصم اليد و يربط .
و بالتالي فإن الرمزية هي الإشارة إلى حلي الذهب .
كذلك فقد لاحظنا أن الرمز يشبه شكل حيوان برمائي "السلطعون" ، ولو تلاحظ أن هذا الحيوان لايملك يدين و يملك معصم تشبه يد تقبض و تبسط و تذكرك بالقرآن عندما يربط البسط و القبض بالرزق و انفاق المال : [ إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ] الإسراء الآية 30 ، [من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون] البقرة الآية 245 ، [أولم يرو إلى الطير فوقهم صافات و يقبضن مايمسكهن إلا الرحمان إن الله بكل شيئ بصير] سورة الملك الآية 19 و القبض هنا إشارة إلى الرزق الذي تقبضه الطيور بمخالب أرجلها و تطير به ...و من كل ما سبق إشارة لارتباط صفة القبض و البسط بالرزق و الغنى هو سعة الرزق ... و الشبه بين الرمز الذي نحن بصدد دراسته و شكل السلطعون فيه إشارة إلى أهم صفة يتميز بها هذا الحيوان و هي القبض و البسط اللذان ذكرنا أنهما يمثلان سعة الرزق الذي يمثل الغنى .. كما أن إسم السلطعون بهذا الإسم له علاقة بإسم السلط أو أو السلطة و السلطة لطالما كانت مرتبطة بالمال و الغنى فالسلطان هو أغنى القوم و في القرآن إشارة لهذا : [وقال لهم نبيهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالو أنى يكون له الملك علينا و نحن أحق بالملك منه و لم يؤتى سعة من المال ، قال إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و الله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم ] البقرة الآية 247 ، و نلاحظ في الآية أن معيار سلطان الملك حسب القوم هو المال بان طالوت لم يؤتى سعة من المال ، لكن الله استثناه بحالة خاصة بأن بسط له نعمة قوة الجسم و زيادة العلم بدل المال و نلاحظ كذلك إستعمال كلمة "بسطة" و هي تذكرنا بالبسط و القبض الذي سبق و أن شرحنا علاقته بسعة الرزق ، إذا كان هذا علاقة هذا الحيوان المسمى السلطعون بسعة الرزق الذي هو سعة الغنى و هذا سبب علاقة تحليله الرمزي في شكله مع شكل الرمز الذي نحن نحلل معناه المتعلق بالغنى .
أيضا فقد لاحظنا شبه هذا الرمز للشكل الأحبال أو الأوتار الصوتية كما هو موضح في الصورة المرفقة ، و الأحبال أو الأوتار الصوتية كما هو معروف مهمتها إخراج صوت الإنسان ، و هي عبارة عن وترين ملتصقين بغشاء ينفتح و ينغلق ليصدر الصوت الذي يحوله الإنسان إلى كلام ، و حقيقة فإن صوت الإنسان منطقيا هو عبارة عن موسيقى ذات ترددات صوتية يحولها الإنسان إلى كلام ، مثله مثل الآلات الوترية الموسيقية التي تصدر أصوات متنوعة و يهذبها الموسيقي بألحان معينة إلى مقطوعات تستصيغها الأذن ... لذلك فإن حسن الصوت و تهذيبه لدى الإنسان يعتبر غناءا فهي أشبه بالموسيقى التي نعجب بسماعها .. والأصل أن أوتارنا الصوتية عندما تكون في أحسن صحتها يكون صوتها مطربا و نحن كبشر نرتاح أصلا لكلام الشخص الذي يجيد الكلام بصوت شجي .. فأصل الصوت البشري في كلامه هو الغناء عندما يتكلم بأحبال صوتية سليمة و ذات صحة قوية حتى لو تكلم برتم الكلام دون لحن .. و أحسن الكلام الذي يخرج من الأوتار الصوتية يعتبر غناءا و لو لاحظنا أن كلمة غناء مشتقة من الغنى ، و المعروف أن الغناء عندما يستمعه الإنسان و تعجبه أغنية يحس بالطرب و السلطنة كأنه أغنى الأغنياء ، حتى الناس عندما تصل درجة غنى و بعد عن الفقر فإنك تجدها مجتمعات تستمع للفن الغنائي .
من كل ماسبق قد بينا و أوضجنا علاقة هذا الرمز بحلي الذهب و حسوان السلطعون و الأوتار الصوتية و اوضحنا علاقة هذه الأشياء بالغنى .. فالرمز في مجمله هو آية من آيات الكتاب الأولى و يقرأ "غين" .