علينا أن نعرف أنه بمثل مايوجد علم تأويل المنام فإنه يوجد كذلك علم تأويل الأحاديث ، و علم تأويل الأحاديث هو علم قديم جدا يختص بفهم معاني الوقائع و الكلام الذي يسمعه الشخص و تحليل معناه بالنسبة للوضعية التي هو فيها ..وهو ماسنتناوله في فهمنا لبعض وقائع قصة يوسف وأبيه عليهم السلام مع اخوته ... بحيث أن هناك رسائل دارت بين يوسف و أبيه دون استعمال كلام مباشر .
اتمنى ان تقرأ الآيات بتمعن قبل قراءة التعليق والتحليل الذي يرادفها ...
● [قَالَ یَابُنَیَّ لَا تَقۡصُصۡ رُءۡیَاكَ عَلَى إِخۡوَتِكَ فَیَكِیدُوا۟ لَكَ كَیۡدًا إِنَّ ٱلشَّیۡطَانَ لِلۡإِنسَان عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ ] يوسف .
يوسف لما حكى لأبوه رأياه في المنام 12 كوكب و الشمس و القمر ساجدين له فهو قد عرف أن الشمس و القمر يعنيان الأب و الأم أما الإثنى عشر كوكب فهم إخوته .
● [وَجَاۤءَ إِخۡوَةُ یُوسُفَ فَدَخَلُوا۟ عَلَیۡهِ فَعَرَفَهُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ - وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ قَالَ ٱئۡتُونِی بِأَخࣲ لَّكُم مِّنۡ أَبِیكُمۡ أَلَا تَرَوۡنَ أَنِّیۤ أُوفِی ٱلۡكَیۡلَ وَأَنَا۠ خَیۡرُ ٱلۡمُنزِلِینَ - فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِی بِهِۦ فَلَا كَیۡلَ لَكُمۡ عِندِی وَلَا تَقۡرَبُونِ - قَالُوا۟ سَنُرَ ٰوِدُ عَنۡهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَـٰعِلُونَ - وَقَالَ لِفِتۡیَـٰنِهِ ٱجۡعَلُوا۟ بِضَـٰعَتَهُمۡ فِی رِحَالِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَعۡرِفُونَهَاۤ إِذَا ٱنقَلَبُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ - فَلَمَّا رَجَعُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَبِیهِمۡ قَالُوا۟ یَـٰۤأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلۡكَیۡلُ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَاۤ أَخَانَا نَكۡتَلۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ - قَالَ هَلۡ ءَامَنُكُمۡ عَلَیۡهِ إِلَّا كَمَاۤ أَمِنتُكُمۡ عَلَىٰۤ أَخِیهِ مِن قَبۡلُ فَٱللَّهُ خَیۡرٌ حَـٰفِظࣰا وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِینَ - وَلَمَّا فَتَحُوا۟ مَتَاعَهُمۡ وَجَدُوا۟ بِضَـٰعَتَهُمۡ رُدَّتۡ إِلَیۡهِمۡۖ قَالُوا۟ یَاأَبَانَا مَا نَبۡغِی هَـٰذِهِ بِضَـٰعَتُنَا رُدَّتۡ إِلَیۡنَا وَنَمِیرُ أَهۡلَنَا وَنَحۡفَظُ أَخَانَا وَنَزۡدَادُ كَیۡلَ بَعِیرࣲ ذَ ٰلِكَ كَیۡلࣱ یَسِیرࣱ - قَالَ لَنۡ أُرۡسِلَهُ مَعَكُمۡ حَتَّىٰ تُؤۡتُونِ مَوۡثِقࣰا مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأۡتُنَّنِی بِهِ إِلَّاۤ أَن یُحَاطَ بِكُمۡ فَلَمَّاۤ ءَاتَوۡهُ مَوۡثِقَهُمۡ قَالَ ٱللَّه عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِیلࣱ - وَقَالَ یَابَنِیَّ لَا تَدۡخُلُوا۟ مِن بَابࣲ وَاحِدࣲ وَٱدۡخُلُوا۟ مِنۡ أَبۡوَ ٰبࣲ مُّتَفَرِّقَةࣲ وَمَاۤ أُغۡنِی عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَیۡءٍ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَیۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَعَلَیۡهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ - وَلَمَّا دَخَلُوا۟ مِنۡ حَیۡثُ أَمَرَهُمۡ أَبُوهُم مَّا كَانَ یُغۡنِی عَنۡهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَیۡءٍ إِلَّا حَاجَةࣰ فِی نَفۡسِ یَعۡقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلۡمࣲ لِّمَا عَلَّمۡنَـٰهُ وَلَكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ - وَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَىٰ یُوسُفَ ءَاوَى إِلَیۡهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّی أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبۡتَئس بِمَا كَانُوا یَعۡمَلُونَ ] يوسف .
علينا طرح سؤال لم يطرحه إخوة يوسف بسبب أنهم كانوا معميين بالعرض الذي طرحه عليهم يوسف دون أن يبحثوا في خلفياته ...السؤال الذي كان من المفروض على إخوة يوسف طرحه هو "كيف عرف أنه لديهم أخ و بالضبط أخ من أبيهم ؟!" إخوة يوسف أغراهم عرضه بأن يزدادوا كيل بعير و لم يطرأ على بالهم كيف عرف أنه لديهم أخ من أبيهم لم يحضروه معهم .
عندما رجع الإخوة إلى أبيهم يعقوب كانوا قد أخبروه بما حصل لهم و أخبروه بعرض يوسف و بأنه منع الكيل منهم إن لم يحضروا أخاهم الصغير .. لكن أبيهم عرف بأن عزيز مصر الذي يكيل يعرف العائلة بدليل أنه يعرف أن هناك أخ صغير لم يحضروه ليتزود ، فتردد بداية بأن يسمح بأخذ أخيهم الصغير لكن بعدها جاءته إشارة بأن عزيز مصر يريد الولد و في رأسه شيئ فقد وجدوا أن بضاعتهم ردت إليهم ، ومما زاد ارتياح يعقوب هو ان الإخوة رفضوا أخذ الأخ الصغير بعدما وجدوا ان البضاعة ردت اليهم و بالتالي أنه لايوجد شر في بالهم اتجاهه .... مباشرة بعدها يعقوب عليه السلام يطلب من الإخوة أن يدخلوا من أبواب متفرقة ؟! فيا ترى ماسبب هذه الحاجة التي كانت في نفس يعقوب و أمر بها ؟
السبب هو أن يعقوب فهم رسالة مشفرة من يوسف عندما طلب من الإخوة نفس الطلب الذي طلبوه من أبيهم عندما رُمي يوسف في الجُب ، و بالتالي يوسف وضع أباه و اخوه الصغير مع إخوته في نفس الوضعية التي لاقاها مع أبيه عندما كان صغيرا و خاف عليه ابوه من غدر اخوته :
{قَالُوا۟ یَـٰۤأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأۡمَ۬نَّا عَلَىٰ یُوسُفَ وَإِنَّا لَهُۥ لَنَـٰصِحُونَ - أَرۡسِلۡهُ مَعَنَا غَدࣰا یَرۡتَعۡ وَیَلۡعَبۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ - قَالَ إِنِّی لَیَحۡزُنُنِیۤ أَن تَذۡهَبُوا۟ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن یَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَـٰفِلُونَ } .
فعندما فهم يعقوب الرسالة و أوّلها طلب من أبناءه الدخول من أبواب متفرقة ، كي يُذكِّر يوسف بالمنام الذي شاهده في صغره و أن تأويل المنام يتحقق فقد كان عدد إخوته هو إحدى عشر أخا ... فيوسف عندما يرى إخوته يدخلون من أبواب متفرفة ويرى عددهم إحدى عشر سيعرف بأن أبيه قد فهم مرسوله الأول و سيفهم رده بأن إخوته هم نفسهم الكواكب الإحدى عشر في المنام ... ولو كان الأمر غير ذلك لكان يعقوب طلب من ابناءه الدخول من ابواب متفرقة عندما ذهبوا أول مرة .
● [ وَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَىٰ یُوسُفَ ءَاوَى إِلَیۡهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّیۤ أَنَا۠ أَخُوكَ فَلَا تَبۡتَئسۡ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ - فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ جَعَلَ ٱلسِّقَایَةَ فِی رَحۡلِ أَخِیهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَیَّتُهَا ٱلۡعِیرُ إِنَّكُمۡ لَسَرِقُونَ - قَالُوا۟ وَأَقۡبَلُوا۟ عَلَیۡهِم مَّاذَا تَفۡقِدُونَ - قَالُوا۟ نَفۡقِدُ صُوَاعَ ٱلۡمَلِكِ وَلِمَن جَاۤءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِیرࣲ وَأَنَا۠ بِهِ زَعِیمࣱ - قَالُوا۟ تَٱللَّهِ لَقَدۡ عَلِمۡتُم مَّا جِئۡنَا لِنُفۡسِدَ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِینَ - قَالُوا۟ فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمۡ كَاذِبِینَ - قَالُوا۟ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِی رَحۡلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلظَّالِمِینَ - فَبَدَأَ بِأَوۡعِیَتِهِمۡ قَبۡلَ وِعَاۤءِ أَخِیهِ ثُمَّ ٱسۡتَخۡرَجَهَا مِن وِعَاۤءِ أَخِیهِ كَذَلِكَ كِدۡنَا لِیُوسُفَ مَا كَانَ لِیَأۡخُذَ أَخَاهُ فِی دِینِ ٱلۡمَلِكِ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُۚ نَرۡفَعُ دَرَجَـٰتࣲ مَّن نَّشَاۤءُ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِی عِلۡمٍ عَلِیمࣱ - قَالُوۤا۟ إِن یَسۡرِقۡ فَقَدۡ سَرَقَ أَخࣱ لَّهُۥ مِن قَبۡلُۚ فَأَسَرَّهَا یُوسُفُ فِی نَفۡسِهِۦ وَلَمۡ یُبۡدِهَا لَهُمۡۚ قَالَ أَنتُمۡ شَرࣱّ مَّكَانࣰا وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَصِفُونَ - قَالُوا۟ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡعَزِیزُ إِنَّ لَهُ أَبࣰا شَیۡخࣰا كَبِیرࣰا فَخُذۡ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ - قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأۡخُذَ إِلَّا مَن وَجَدۡنَا مَتَـٰعَنَا عِندَهُ إِنَّاۤ إِذࣰا لَّظَـٰلِمُونَ - فَلَمَّا ٱسۡتَیۡـَٔسُوا۟ مِنۡهُ خَلَصُوا۟ نَجِیࣰّا قَالَ كَبِیرُهُمۡ أَلَمۡ تَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ أَبَاكُمۡ قَدۡ أَخَذَ عَلَیۡكُم مَّوۡثِقࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبۡلُ مَا فَرَّطتُمۡ فِی یُوسُفَ فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ یَأۡذَنَ لِیۤ أَبِیۤ أَوۡ یَحۡكُمَ ٱللَّهُ لِی وَهُوَ خَیۡرُ ٱلۡحَـٰكِمِینَ - ٱرۡجِعُوۤا۟ إِلَى أَبِیكُمۡ فَقُولُوا۟ یَاأَبَانَا إِنَّ ٱبۡنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدۡنَاۤ إِلَّا بِمَا عَلِمۡنَا وَمَا كُنَّا لِلۡغَیۡبِ حَـٰفِظِینَ - وَاسۡألِ ٱلۡقَرۡیَةَ ٱلَّتِی كُنَّا فِیهَا وَٱلۡعِیرَ ٱلَّتِیۤ أَقۡبَلۡنَا فِیهَا وَإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ - قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرࣰاۖ فَصَبۡرࣱ جَمِیلٌ عَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَنِی بِهِمۡ جَمِیعًا إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ - وَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ یَـٰۤأَسَفَىٰ عَلَىٰ یُوسُفَ وَٱبۡیَضَّتۡ عَیۡنَاهُ مِنَ ٱلۡحُزۡنِ فَهُوَ كَظِیمࣱ - قَالُوا۟ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُا۟ تَذۡكُرُ یُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ ٱلۡهَالِكِینَ - قَالَ إِنَّمَاۤ أَشۡكُوا۟ بَثِّی وَحُزۡنِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ - یَـٰبَنِیَّ ٱذۡهَبُوا۟ فَتَحَسَّسُوا۟ مِن یُوسُفَ وَأَخِیهِ وَلَا تَا۟یۡـَٔسُوا۟ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا یَا۟یۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ - فَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَیۡهِ قَالُوا۟ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡعَزِیزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَـٰعَةࣲ مُّزۡجَاةࣲ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَیۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّ ٱللَّهَ یَجۡزِی ٱلۡمُتَصَدِّقِینَ - قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِیُوسُفَ وَأَخِیهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَاهِلُونَ - قَالُوۤا۟ أَءِنَّكَ لَأَنتَ یُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ یُوسُفُ وَهَـٰذَاۤ أَخِی قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡنَاۤۖ إِنَّهُۥ مَن یَتَّقِ وَیَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ - قَالُوا۟ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِـِٔینَ - قَالَ لَا تَثۡرِیبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡیَوۡمَ یَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِینَ - ٱذۡهَبُوا۟ بِقَمِیصِی هَـٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَى وَجۡهِ أَبِی یَأۡتِ بَصِیرࣰا وَأۡتُونِی بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِینَ - وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلۡعِیرُ قَالَ أَبُوهُمۡ إِنِّی لَأَجِدُ رِیحَ یُوسُفَ لَوۡلَاۤ أَن تُفَنِّدُونِ - قَالُوا۟ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِی ضَلَالِكَ ٱلۡقَدِیمِ - فَلَمَّاۤ أَن جَاۤءَ ٱلۡبَشِیرُ أَلۡقَاهُ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ فَٱرۡتَدَّ بَصِیرࣰا قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ - قَالُوا۟ یَـٰۤأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَاۤ إِنَّا كُنَّا خَـٰطِـِٔینَ - قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیم ] يوسف
هنا يوسف أيضا رد بنفس واقعته التي ضيعه اخوته فيها و رجعوا وقتها إلى أبيهم بدون يوسف ... الآن الإخوة عادوا إلى أبيهم يعقوب دون أخيهم الصغير ، فذكّرهم أبوهم بيوسف وقال " يا أسفي على يوسف" و طلب منهم أن يرجعوا و "يتحسسوا من يوسف و أخيه" و معنى ذلك هو أن يرجعوا و يتأكدوا من كونه يوسف قد أخذ أخاه ، لأن الأب تأكد بأن يوسف يرسل له إشارات.. و بالفعل عندما رجعوا طرح عليهم يوسف السؤال "ماذا فعلتم بيوسف و أخيه؟" فكان ردهم مباشرة"أئنك لأنت يوسف" فاعترف و قال "أنا يوسف و هذا أخي'' .
● [فَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَىٰ یُوسُفَ ءَاوَىٰۤ إِلَیۡهِ أَبَوَیۡهِ وَقَالَ ٱدۡخُلُوا۟ مِصۡرَ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ ءَامِنِینَ - وَرَفَعَ أَبَوَیۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّوا۟ لَهُۥ سُجَّدࣰاۖ وَقَالَ یَـٰۤأَبَتِ هَـٰذَا تَأۡوِیلُ رُءۡیَـٰیَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّی حَقࣰّا وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِیۤ إِذۡ أَخۡرَجَنِی مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَاۤءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِن بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ بَیۡنِی وَبَیۡنَ إِخۡوَتِیۤۚ إِنَّ رَبِّی لَطِیفࣱ لِّمَا یَشَاۤءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ ] سورة يوسف .
الآن تحقق المنام الإحدى عشر كوكبا و الشمس و القمر ساجدين .
لكن من كل هذا أردنا أن نوضح شيئ مهم ، و هو مكان خزائن الأرض الذي كان يوسف يوفي فيه الكيل ، و الذي هو نفسه المكان الذي دخل منه اخوته من ابواب متفرقة ... فعند البحث في المباني الاثرية المتواجدة في مصر سنجد في منطقة الصعيد مبنى أثري اطلق عليه الغرب زورا "معبد أبيدوس" مع أن كلمة أبيدوس كلمة عربية و حرفت بإضافة السين في نهايتها (أبيدوس = عبيدوس)
أبيدوس (أضافوا السين اليونانية في نهاية الكلمة كي يظهر انه إسم بصبغة يونانية)
عبيد (الشعوب الغربية ينطقون حرف الألف بدل العين) .
المهم أنك عندما تشاهد المبنى ستجده مكون من أعمدة على شرفته تعطيك شكل 13 فتحة باب .. وعندما ترجع لقصة يوسف ستجد أن عدد من سجد له هو إحدى عشر كون عدد الكواكب التي رءاها هي إحدى عشر كوكبا و بإضافة الشمس و القمر الذان هم ابواه يصبح العدد 13 ... القرآن عندما ذكر سجودهم و ذكر حادثة يعقوب و أمره لأبناءه من الدخول من أبواب متفرقة كان له دليل و إشارة لنفس هذا المكان ، ويذكر كذلك أن بمكان قريب من ذلك المبنى تم العثور على عدة قُلّات و جرّات فخارية تستعمل للتخزين كما في الصورة اسفله .
.
.
.
.
.
يتبع