[وإذ قال ابراهيم اجعل هذا البلد آمنا و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام] القرآن الكريم .
ابراهيم دعى الله بأن يجنبه و بنيه من أن يعبدوا الأصنام و ذلك ماكان عليه ذريته وبنيه من أمته إلى اليوم ..
[أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي ، قالوا نعبد إلاهك وإلاه أباءك إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلاها واحدا ونحن له مسلمين]القرآن الكريم .
لو تبحث في سيرة مكة التي أرخت للزمن الوهمي الذي يعيشه المسلم تجدها جعلت أن المسلمين كانوا يعبدون أصنام ثم دخلوا في الإسلام ،و ضربت بذلك ضرب الحائط دعاء سيدنا إبراهيم ووصية بنيه التي وثقها القرآن بأنهم مسلمين .
السبب الأبرز في هذا الشرخ الذي يعاني منه المسلم اليوم هو أن الزمن مخربط خربطة في رأسه ..بحيث أنه مبرمج على مخيلة زمنية تجعل منه أمة ظهرت فجأة في القرن السادس ميلاد و تجعله بدون أي شاهد تاريخي او أثر يوثق وجوده ، بالمقابل عندما تبحث داخل أرضه و بالضبط في منطقة تقع وسط أرضه سيجد ثلثي أثار العالم و ملايين الكتابات الأثرية لكن كل تلك الكتابات و الأثار يعتبرها أشياء لا تخصه و يتعامل معها على أنها أثار تخص أمم لا علاقة له بها ، فمصر اليوم حسب ما يتم برمجته عليه هي ليست مصر و أن اثارها تخص أناس قدماء كانو يتحدثون لغة انقرضت و أن العربية التي يتحدث بها ٩٠ مليون مصري هي عربية ظهرت مع فكرة الفتوحات التي جاءت بعد ظهور رسول في مكة .
سبب هذا الشرخ يكمن في غلافين قد وضعا على عقول المسلمين احدهما غلاف زمكاني و الآخر غلاف مادي متعلق بطمس الأثر الذي يمثل ملكية تاريخ الأرض و يثبت تاريخ الإسلام عليها .. و يمكن الغلاف في نقطتين ؛
1/ تحوير القبلة :
أول شيئ تمكنوا من عمله لتمرير مخطط ان المسلمين هم ظاهرة حديثة في المنطقة هو العمل على الجانب الزمكاني ، فتأليف تلك الكتب الضخمة التي تجعل من الإسلام وليد القرن السادس كان يجب أن يجعلوه بمكان سحيق لايملك أي أثر أو تاريخ قديم و المكان الذي اختاروه هو مكة ارض الخداع التي جعلوها هي البلد الأمين و جعلوها هي نفسها بكة مع انها ليست مكة.
القرآن من خلال آياته يريد أن يرشد الناس إلى القبلة الصحيحة و يلح على ذكر ان القبلة الوهمية لا تملك مسجد التقوى الذي وضع أوّل مرة بل هو مسجد ضرار و تذكر أن بناء تم بناءه من قبل جماعة تعلمه و مازال ريبة في قلوبهم إلى اليوم :
[ وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا وَتَفۡرِیقَۢا بَیۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَإِرۡصَادࣰا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَیَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَاۤ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ - لَا تَقُمۡ فِیهِ أَبَدࣰاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ یَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِیهِۚ فِیهِ رِجَالࣱ یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُوا۟ۚ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِینَ - أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنٍ خَیۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِی نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ - لَا یَزَالُ بُنۡیَـٰنُهُمُ ٱلَّذِی بَنَوۡا۟ رِیبَةࣰ فِی قُلُوبِهِمۡ إِلَّاۤ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ ]
الله يخاطب الرسول و ينبأه بجماعة اتخذت مسجد للضرر و التكفير و التفريق بين المسلمين و أن هذه الجماعة اتخذته ارصادا لمن حارب الله و رسوله بمعنى انهم عملاء لنفس العدو الذي يحارب الله ورسوله ..و يخبر القرآن بأن نفس الجماعة تحلف بالكذب أنهم يريدون الحسنى ولكن حقيقتهم انهم يكذبون ..
ثم تخبر الآية بوضوح تام في خطاب للرسول بأن لايقم في ذلك المسجد أبدا (لاتقم فيه أبدا) ، و يقول له أن الأحق بأن يقوم فيه هو بيت التقوى أول بيت اسس من أول يوم (لمسجد أسس على التقوى من أول بيت أحق أن تقوم فيه) ،ثم تذكر ان الذي اتخذوا المسجد لازال بنيانه ريبة في قلوبهم .
وبحسب القرآن و في آيات يشير و يدل على أن أول بيت وضع للناس هو البيت الذي ببكة و ليس بمكة :
[إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين ]
أما مكة فقد ذكرت في موضع سلبي يدل على علامة قتال و ظفر على ناس كانت تصد الناس عن المسجد الحرام ، و أن هذه الجماعة كان موقعها بمكة و ليس ببكة ، و طبعا هم نفسهم الجماعة الذين اتخذوه بنيانا اوهموا الناس بأنه المسجد الحرام ، لكن في حقيقتهم انهم اتخذوه مسجد ضررا و ارصادا لمن يحارب الله و رسوله :
[وَهُوَ ٱلَّذِی كَفَّ أَیۡدِیَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَیۡدِیَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَیۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرًا - هُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡیَ مَعۡكُوفًا أَن یَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ وَلَوۡلَا رِجَالࣱ مُّؤۡمِنُونَ وَنِسَاۤءࣱ مُّؤۡمِنَـٰتࣱ لَّمۡ تَعۡلَمُوهُمۡ أَن تَطَـُٔوهُمۡ فَتُصِیبَكُم مِّنۡهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲۖ لِّیُدۡخِلَ ٱللَّهُ فِی رَحۡمَتِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ لَوۡ تَزَیَّلُوا۟ لَعَذَّبۡنَا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِیمًا] .
الحقيقة أن المسجد الحرام ببكة التي هي مصر و التي تمثل القبلة التي بدأ منها الإسلام و هي نفسها البلد الأمين :
[فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين]
أكيد أن الله لم يذكر لك هذا الموقف و كلام يوسف لكي تجعله وراء ظهرك أو تسرده كما يسرد الشعر بغنته ..الكلام هذا جعله الله لك كإثبات على ان مصر هي البلد الأمين والقرآن أخذ قول يوسف و ذكره لك كمصدر موثوق من نبي كي تتأكد بنفسك ان مصر هي البلد الآمين .
2/ ضرب أثار الإسلام و تحويرها بعوالم و قوميات ذات بعد احتلالي :
الكيان الذي ضرب القبلة و حورها من مصر التي تملك ثلثي اثار العالم و مازلت الى اليوم يخرج من اراضيها اط الاثار و الكتابات ، هو نفسه الكيان الذي حرف و الغى علاقة الكتابات الضخمة (الهيروغليفية) بالإسلام و جعل منطوقها يخص لغات منقرضة و قوميات تعتبر اقليات لا تمثل المصريين و لا مئات ملايين الناس التي تسكن داخل مصر و محيطة بها و التي تدين بالإسلام و تتحدث بلسان عربي ... بحيث أن المسلم عندما ابعدوه عن قبلة مصر أصبح لايعطي اهمية لكل تلك الاثار و يعتبرها أثارها لا تخص الإسلام و من مازاد هذا التآمر هو أن الكيان المحتل البريطاني و الفرنسي الذي هو نفسه صاحب المشروع اختلق قصة إيجيب وكميت و بكيت و باقي المسميات التي تفنن بها لإلغاء إسم مصر من تلك الأرض .
مايسمى"القبط" هم مشروع أقلية استوطنت مصر إلى عهد قريب فعددهم الذي يمثل اقلية لا تمثل حتى ٥% من سكان مصر ال٩٥% الذين يتحدثون العربية لا الجبتية و يدينون بالإسلام لا المسيحية ، يثبت بدليل واضح من هو المجتمع الحديث و يثبت من هو المجتمع القديم ،أما قصة فتوحات و غزوات وان العربية و المسلمين ظهروا ككيان جديد من صحراء السعودية و انتشروا فهو وهم يدخل ضمن نفس المخطط .
.
.
.
.
يتبع