الجمعة، 28 فبراير 2025

الحساب و الإحساس

 حسّ بنا الله و نعم الوكيل .. أي أن الله يحس بنا و هو وكيلنا بعدما عرف ما نعانيه .

حس بي الله و نعم الوكيل ... أي أن الله حسّ بي و هو وكيلي .

الحساب هو أدق أنواع المعاملات و العلوم لأنه يعتمد على الرقم و التدقيق في التحليل فعن طريق الحساب يمكننا الوصول إلى أجزاء الجزء بالفواصل و إلى مالانهاية ، و هو ما يجعل الحساب كعملية رياضية أقرب العلوم وصولا لتحليل الأحاسيس التي هي الأخرى دقيقة فهي ليست مادية كي تقاس بل معنوية داخلية ... حتى أن كلمة الغرام المتصلة بالمشاعر المرتبطة بالحب و كذلك ارتباطها بالأوزان ، فالغرام هو وزن لايمكن الإحساس به أثناء حمله باليد و هو أقرب للإحساس به من ناحية معنوية . ولذلك ربما ارتبط الإعتراف بالأحاسيس بإهداء الاوزان الخفيفة من غرامات الذهب او الألماس أو المجوهرات .

يرتبط كذلك مفهوم الحساب بالعقاب أو الجزاء ، و أوفى المحاسبين هو الله ، لأن الحساب لديه يدخل فيه حتى النوايا التي هي داخل الإنسان و الأحاسيس التي يملكها كل شخص ، فالله عندما توكله بأمرك يأتيك بحقك حتى عندما تؤذى أحاسيسك ... فهو يحس بك ... وهذا معنى حسبك الله أي حسّ بِك الله ، و هل يوجد أجمل و أدق من أن يحس القاضي أو الحاكم بما تحس به جراء ظلم حلّ بك ؟! ، فالإحساس بك وحده يعتبر عدل و طمأنينة فما بالك بالجزاء الذي يأتيه ذلك الحاكم الذي يحس بمن وكل بالحكم بالعدل في قضيتك ... لذلك الأصح أن العدل في الحكم على القضايا أساسه الإحساس الحقيقي بالمتخاصمين .

و عند الرجوع لربط الجزاء بالحساس الذي له علاقة بالأحاسيس و الذي ذكرنا أنه له علاقة بالغرام نجد ذكرا في القرآن بهذا :

[فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره] الزلزلة ،. فالذرة الصغيرة هي من مقاييس الغرامات الصغيرة ... و الانسان الذي يعمل مثقال تلك الذرة سيجزى بمثل نيته ..و العديد من الايات تشير الى نظر الله الى الاحاسيس في حكمه كنبذ الاستهزاء و سوء الظن و النجوى و العديد من الأعمال المعنوية التي يرتبط معرفتها بالأحاسيس .


حسِب = ظن = توقع ؟

الظن و التوقع له علاقة بالإحساس (الحاسة السادسة)

الخميس، 20 فبراير 2025

و يعلم ما جرحتم بالنهار

 [هو الذي يتوفاكم بالليل و يعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ] الأنعام 

أي واحد منا عندما ينام ليلا يتذكر ما فعله في النهار ، و أكثر ما يتذكره قبل النوم هو ما أذاه من أناس "جرح المشاعر" ، فالإنسان لايجرح ماديا فقط بل يجرح معنويا فيجرح بلسانه و تصرفاته و يؤذي قلوب الناس ، و أظن أن سبب وجع القلب الذي يحس به الإنسان المجروح و تأنيب ضمير الإنسان الجارح هو بسبب الشعيرات الدموية الصغيرة و الرقيقة التي تتأثر لأن لها علاقة بالعروق و الدماء التي لها علاقة بالقلب ... لذلك إيذاء الناس سيرجع على الشخص المؤذي مهما يكن .. و الاية تستشعر و تحاول تبيان هذا الشعور .

حتى المنامات أظن أنها إيحاء على مافعله الانسان قبل النوم ، فإما يكون تأويلها جزاءا على مافعله من خير أو مافعله من شر .

الخميس، 13 فبراير 2025

إشكالية نصب الكلمات قبل لفظ الجلالة

 مثلا في نصب كلمة "عبدِ" قبل كلمة "الله" فهو خطأ ، و الأصح ان تفتح الكلمة "عبدَ" قبل "الله" ، فنقول عبدَ الله و ليس عبدِ الله ، لأننا إن كسرنا الدال فكأننا نقول عبدي الله و نحن عباده و ليس العكس .

الاثنين، 10 فبراير 2025

الحمد لله ربَّ العالمين و ليس ربِّ العالمين

 في صورة الفاتحة القراءة الصح [الحمد لله ربَّ العالمين ] و ليس ربِّ العالمين لأن "ربِّ" بكسر الباء تنطق في افواهنا "ربي" و كأننا هكذا نقول "ربي العالمين" أي ربنا هو العالمين و هذا خطأ لأن ربنا الله هو ربُّ العالمين ... الأصح هو "ربَّ العالمين" بفتح الباء .


كذلك في صورة الناس "قل أعوذ بربَّ الناس - ملكَ الناس - إلاهَ الناس " رب و ملك و إلاه تكون بالفتحة في الآخر و ليس الكسرة ... لأننا إن قلنا "إلاه الناس" بكسر الهاء فكأننا نقول "إلاهي الناس" و الناس ليست الاهنا ، و عندما نقول 'ملك الناس" بكسر الكاف كاننا نقول "ملكي الناس" و هذا خطأ لأن الناس ليست إلاهنا ... يجب التركيز على نطق الكلمات .


[ و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين ] الزمر .


الأحد، 9 فبراير 2025

عقوبة الشرك بالله ، النهي عن استعمال وصف الرب لغير الله من صورة يوسف

[ ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار ▪︎ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم و أباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لايعلمون ▪︎ يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا أما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ▪︎  و قال للذي ظن أنه ناجي منهما أذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين ] يوسف .

العبارة التي قالها يوسف للذي ظن أنه ناجي من الفتيان اللذان دخلا معه السجن ، كانت "أذكرني عند ربك" و قبلها عبارة "فيسقي ربه خمرا" في تأويل الرؤيى ، و هذه عبارة خاطئة أنساه الشيطان معناها لأنه ذكر كلمة "ربه" و "ربك" بدل سيده ، و كان جزاء هذا الخطأ الذي هو إثم شرك ، فكلمة الرب كلمة توحيد لله وحده فهو الرب ...فبعدما كان يوسف ينهاهما عن الأرباب المتفرقين و منها ماهو إطلاق تسمية الرب على أي كان من الأسياد و قتل [ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار  ] ، الآن يرتكب خطآ و يصف السيد بالرب ، و لاشك أن وقتها كانت تنتشر تجارة العبيد و الخدم عند الأسياد لذلك كانت تنتشر كلمة الرب بدل السيد الذي يملك خدما و حاول يوسف القضاء على هذه الصفة لكنه أخطأ ، و كان جزاء خطأه أن لبث في السجن بضع سنين و كذا فإن الذي نجى من السجن لم يذكره عند سيده ... لذلك كانت الآية "فأنساه الشيطان ذكر ربه" فهو ذكر كلمة ربه بدل سيده ... و هناك آية تصف مآل أي عمل يكون مقرون بالشرك ولو بالكلام بالإحباط ، فالعمل هو كائن خلقه الله و سيحس بالإحباط إن كان وراءه شرك :[ و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين ] الزمر .

و في آية أخرى من صورة يوسف ذكر لكلمة سيد بدل رب ، و هي الوصف الصحيح الذي يجب أن يكون : 

[ و استبقا الباب و قدت قميصه من دبر و ألفيا سيدها لدى الباب قالت ماجزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم ] يوسف .

هنا القرآن في السرد استعمل كلمة سيدها بدل رب لأن الرب كلمة توحيد لله ، و صفات الله لايجب أن يتقمصها أو يشترك في الوصف بها أي عبد أو مخلوق آخر ... و هو ما نلاحظه من خرق اليوم حتى في التشريعات فيتم استعمال كلمة "رب العمل" بدل المستخدم أو صحاب العمل ، بل أن منظمة أصحاب العمل في الجزائر كان يطلق عليها "منظمة أرباب العمل" و هذا خطأ ... حتى كلمة "رب البيت" أو "رب الأسرة" خطأ .. الله هو رب البيت و كل البيوت و رب الأسرة كل الأسرة .