قبل أن نتحدث في الموضوع نود الإشارة أن اختلاف كتابة حرف ظ أو ض لايسمن و لايغني من جوع ، سواء كان بالإشالة أو بدونه فهو موضوع يبعدنا عن أصل الحروف و أصل الكتابة و يجعلنا ندور في دوامة تفكير غير مفيدة ، فلا فرق بين أن أكتب الكلمة ب ظ أو ض الموضوع فقط متعلق بنطق الحرف مغلظ او خفيف .
سبق و أن تحدثنا في منشور سابق عن حرف الضاد و قلنا أنه آية كانت تكتب لرمز قديم ، و بقي لدينا اليوم سبب نطق حرف آخر هو الضاء او الظاء ؟
ما أصل نطقنا لهذا الحرف ب ضاء ؟
الأصل هو أنه رمز آية تسمى ضاء ، أي أنه رمز كان يرسم أو يكتب و ينطق ضاء ... و كتابته ظ بحرفه الحالي إنما هو خط تحريفي بقي منه النطق فقط .. فالخط الكتابي الحالي ليس هو أصل الكتابة العربية إنما الأصل هو الخط الذي يسمى توراة و هي رموز تسمى حسب القرآن آيات و هي التي يشير لها القرآن في بداية بعض الصور أو مايعرف بالحروف المقطعة ... وهي الرموز التي سماها الغرب بالهيروغليفية في مصر و حرف منطوقها .
ما هو أصل حرف الضاء في الكتابة التوراتية العربية ؟
عندما نسمع نطق ضاء كإسم فإنه أول ما يخطر في بالنا هو الضوء كظاهرة و كفعل نقول ضاء " ضاء ، أضاء ، ضوء .." ... و بالتالي فإن رمز الضاء له علاقة بالإضاءة المعروفة ، و علينا معرفة أصل الإضاءة كإسم .
عندما نقول ضوء فإننا نقصد الرؤية الواضحة ، فوجود ضوء يعني وضوح الرؤية للعين أما غياب الضوء فيعني العتمة و الظلام و بالتالي إنعدام الرؤية للأشياء .. و عليه فإن التعمق في معنى الضوء كإسم يقصد به اتضاح الرؤية .. فما هو الشيئ الذي يجعل الرؤية واضحة ؟
الشيئ الذي يجعل الرؤية واضحة منطقيا هو البياض أو اللون الأبيض ، أما انعدام الرؤية فيعني اللون الأسود كاملا .. بمعنى أن اللون الأبيض هو من مصدر الرؤية الواضحة أما اللون الاسود فهو مصدر إنعدام الرؤية ... و من الحجج التي يستدل بها هو أن لون بؤبؤ العين لدى كل المخلوقات أبيض بإختلاف الوان ميم ونون العين الذي يختلف من الأسود إلى الأزرق و الأخضر و البني ..الخ .. و بالتالي فإن اتفاق حاسة العين على ان تحتوي على بياض ، و حتى وسط الظلام فإن اللون الغالب الذي يمكن رؤيته أولا و سابقا عن باقي الألوان هو اللون الأبيض ..فالأبيض يغلب اللون الأسود ، و هو ما يستدل به القرآن على أنه يجب مساواة رؤية الخيط الأسود من الأبيض كدليل على دخول وقت الفجر ، لأن اللون الأبيض يظهر طول الليل في السواد و لا يغلبه السواد أما الأسود فلا يرى و يمتزج مع لون الظلام إلا مع بداية انخفاض السواد و بداية ضوء النهار : [ وكلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الأسود] البقرة ، بمعنى أن دخول الفجر يعني رؤية اللونين الأبيض و الأسود معا .
الآن إذا استنتجنا أن اللون الأبيض يمثل الضوء ، فعندما نريد أن نرمر أو نصور اللون الأبيض برسمه ماهو الشكل الذي يمثل اللون الأبيض ؟
عندما نذكر اللون الأبيض فإننا حتما سنتذكر البيض المعروف أو تسمية الشكل البيضوي ، و لربما حتما فإن شكل العين البيضوي و احتواءها على اللون الابيض هو السبب الأول الذي جعل الشكل البيضوي يطلق عليه بيضوي ، و لربما يكون البيض المعروف على اعتبار أن أصل البيض هو اللون الأبيض ... و بالإضافة إلى شيئ مهم آخر هو من يحسم علاقة الشكل البيشوي بالأبيض ألا و هو مجال أو محيط الرؤية ، فكل إنسان عندما يرى ماحوله سيكون محيط رؤيته ذو دائرة بيضوية ، فانت عندما تحدق بنقطة تركيز معينة يكون مجال رؤيتك من اليسار إلى اليمين في العرض متسع و طويل عكس الإرتفاع و تكون الصورة واضحة لك و كأنك تدرجها داخل إطار بيضوي الشكل ، و هذا راجع لأن العين اليمنى و اليسرى ترى عرضيا و تزيد من بؤرة رؤية العرض عكس الإرتفاع فالإنسان لا يملك عين إضافية فوق و تحت إنما يملكها يمين و شمال و هذا يجعل نكاق الرؤية بيضويا و ليس دائريا مكتملا .. وكذا هذا راجع لتكوين العين الذي شكل انفتاحها بيضوي ... و حتى أن القرآن ذكر ارتباط الضوء بما "حول" الإنسان الذي يرى و الحول هو مايحيط بالإنسان اي له علاقة بالمحيط [فلما أضاءت ماحوله] البقرة ، و هذا مايرجعنا لأساس أن المحيط البيضوي يمثل اللون الابيض الذي يمثل آية الضاء .
هناك تخمين ورد لي حول لون البيض المعروف ببيض الدجاح ، فالبيض البلدي أو مايسمى البيض العربي الذي يفرخه الدجاج العربي البلدي يكون لونه أبيضا ، عكس الدجاج الصناعي الذي يكون بيضه لونه مائلا نحو اللون الأحمر أو الذهبي ، و هذا راجع حسب رأيي للرؤية ، فالدجاج الصناعي يعيش داخل مكان فيه نور صناعي ناتج عن الكهرباء التي هي في أصلها نار و بالتالي فإن البيض لونه يكون أشبه بلون النار ، عكس الدجاج العربي الذي يعيش في بياض ضوء النهار الطبيعي و بيضه يكون لونه أبيض ... و هو مايجعلنا نتساءل أيضا عن اختلاف لون البشر و علاقته بضوء الشمس ؟! ويذكرنا كذلك بعلاقة الوضوء (الوضوء كلمة مشتقة من الضوء أي تضوي أطراف الجسم و الوجه) و علاقة الوضوء بأوقات الصلاة التي هي حسب مراحل تغير اوقات النهار التي تتغير بها وضعية الشمس و يزداد ضوء الشمس و ينقص ابتداءا من الضوء الذي يكاد ينفجر فجرا وصولا الى العشاء مع دخول الليل و الظلام و السواد [وهو الذي جعل الشمس ضياءا و القمر نورا] يونس ..... هذا الموضوع ليس موضوعنا لكن أردت ان افتح قوس نظرا لأنه تفكير فرعي جاء من الموضوع الأول لدراسة آية الضاء و بالفعل فإن التدبر في الرموز التي تمثل آيات الله تمكنك من الوصوس لحقائق علمية أخرى .
إذا فكما ذكرنا فإن الإضاءة يمثلها تأصيلا اللون الأبيض ، و اللون الأبيض المتعلق بالرؤية يمثله كذلك الشكل البيضوي أو المحيط البيضوي الذي تمثله البيضة المعروفة ،و منه منطقيا إذا أردنا كتابة آية الضاء فإننا سنمثلها برسم بيضة و نطلق عليها إسم ضاء ... أما عن التسمية الحالية بيض فهي جمع بيضاء و ليس بيضة ، لأن بيضة كلمة مؤنثة و جمعها بيضات ، أما بيض فهو جمع بيضاء و هو في أصله إسم مركب ( بي ضاء) ، بي = لدينا نطلقها على أي شكل بيضوي فالكرة الصغيرة التي كنا نلعب بها في الصغر نسميه "بي" و ربما هي اختصار لكلمة بيضاء و أخذت الأصل منها و ليس العكس ، و ربما أن كلمة بي تعني أبي ضاء أي أب ضاء ، أي أن شكل البيض المعروف هو أبو ضاء أي أنه هو التسمية التي تمثل آية ضاء .. و هو الرأي الثاني هو الأرجح .
في الصورة المرفقة رمز صورة بيضة من الكتابات المصرية التي هي آيات الكتاب العربي الأول و مقروءه عربي لكن تم تحريفه .. و الرمز هو آية تنطق ضاء و ليس كما قرأه الغرب تحريفا .